لدينا أكثر من شركة عائلية كان رأس مال الواحدة منها أقل من 10 ملايين ريال.. وبمجرد تفكير أصحابها في طرحها للاكتتاب يبدأون في رفع رأسمالها بشكل كبير.. يقفز رأس المال من 10 ملايين وأقل إلى نصف مليار وأكثر خلال سنتين هي فترة الحضانة التي تؤهل الملاك - وبسرعة خاطفة - لجني أرباح طائلة من طرح ثلث الشركة للاكتتاب!! هنا نحن أمام حالتين: 1- أن تكون تلك الشركات غير صادقة في تقليل رأس مالها حين كانت ملكيتها مقصورة على أصحابها المحدودين (وقد تكون مؤسسة فردية وخلال فترة التربص بالاكتتاب يحولها صاحبها لشركة مساهمة محدودة بتوزيع بعض الحصص على أفراد عائلته الكرام وخاصة القُصَّر خوفاً من الغدر) مع العلم ان فترة التربص هذه لا تزيد على سنتين أو ثلاث بالكثير.. في هذه الحالة تكون الشركة العائلية قد تهربت من دفع الزكاة كاملة فلم تدفع - طوال سنوات طويلة - إلا 5٪ من الزكاة الواجبة لمصلحة الزكاة والدخل.. 2- أو تكون تلك الشركات صادقة في الإفصاح عن رأس مالها القليل، ولكنها قبل الطرح بسنتين تقوم بتجميل قوائمها المالية بشكل عجيب وقلبتها - بقدرة قادر من (نملة) إلى (فيل) بواسطة تضخيم قيم الأصول وتقديرها بأضعاف قيمتها وفي هذا غش وتدليس للمكتتبين.. والراجح في نظري هو أن تلك الشركات العائلية تجمع بين الحالتين، فهي قللت رأس مالها عمداً حين كانت محدودة، تهرباً من دفع الزكاة كاملة، ونفخته عمداً حين صممت على الطرح كي يجني ملاَّكها أكبر أرباح ممكنة وأكثر أموال يستطيعون الحصول عليها.. اقترح عرض قوائم الشركات المساهمة المحدودة على الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين لكي لا يتهربوا من الزكاة، وعرضها على الهيئة حين تنوي الطرح كي لا تبالغ في تقييم الأصول.