يستحضر كبار السن من الدعاة "شريط الذكريات" لبدايات أعمال التوعية الإسلامية في الحج، وهم يخوضون اليوم تجارب توظيف تقنية الاتصالات. علماء ودعاة من الخارج والداخل قضوا نحبهم لكن ذكراهم العطرة مازالت تملأ أروقة مقار التوعية وتتناثر فيها عبارات الترحم عليهم في مكةالمكرمة، حيث قدسية المكان وفضل الزمان. وفي الوقت الذي يدخل جيل من الدعاة الشباب أروقة التوعية في الحج مستخدمين تقنيات الهاتف الجوال والرسائل النصية و"البلوتوث"، تشير مصادر تاريخية أن التوعية في الحج كانت مرتبطة ب"دار الإفتاء"، فكان المفتي هو الذي يختار الدعاة للعمل في الحج إلى عام 1392ه. وصدرت الأوامر السامية بتأسيس التوعية الإسلامية في الحج، وعقد أول اجتماع لتحديد الموضوعات وتم ترشيح أول مجموعة من الدعاة برئاسة الأستاذ "محمد أحمد جمال" -عضو مجلس الشورى في ذلك الوقت-، حيث تم ترشيح (84) داعية ولم يكن في منى سوى مركز واحد للتوعية كان يقع بجوار "مسجد الخيف" وكان من بين أول العاملين فيه الشيخ "محمد بن قعود"-أول أمين للتوعية-، وكانت مهمة التنقل في منى بسيارة "لوري". أحد برامج توعية الحجاج وإذا كان دعاة اليوم يقدمون للتوعية وأمامهم كافة التجهيزات ويسكنون في مساكن فاخرة ويحيط بهم السائقون والعمال، فإن الدعاة قبل (40) عاماً يختلفون تماماً، حيث كان على كل داعية أن يجهز كل حاجاته فيما يحضر الحطب وأدوات الطبخ لإعداد الطعام في الخيام التي كانوا ينصبونها بدون كهرباء، وكانت مهمتهم توعية الحجاج والإجابة على أسئلتهم، إلى أن ظهرت أجهزت مكبرات الصوت، وكانت ميزانية التوعية في الحج (135) ألف ريال، فيما تبلغ اليوم أكثر من (45) مليون ريال. أما اليوم فيشير الشيخ "حسن القرشي" -الأمين الحالي للتوعية في الحج- إلى أن عدد الدعاة المشاركين في توعية حجاج بيت الله الحرام خلال موسم حج هذا العام يبلغ (887) داعية من داخل وزارة الشؤون الإسلامية ومن خارجها، فيما يبلغ عدد الموظفين والمستخدمين نحو (248) موظفاً، منهم (22) مستخدماً منتدباً، أما عدد المترجمين المشاركين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة فبلغ (200) مترجم، منهم (80) مترجماً بالمدينةالمنورة، مضيفاً أنه يبلغ عدد السائقين المؤقتين للسيارات الحكومية نحو (92) سائقاً، يساندهم (246)عاملاً مؤقتاً لخدمة الدعاة، منهم (53) عاملاً في المدينةالمنورة، إلى جانب (177) سيارة مستأجرة بسائقها، منها (10) سيارات بالمدينةالمنورة، و(30) دراجة نارية يتم استخدامها في أثناء فترة الذروة في موسم الحج. وقال "القرشي": إن عدد مراكز التوعية الإسلامية يبلغ حوالي (262) مركزاً ميدانياً ورئيساً ولجان علمية وإشرافية، منها (11) مركزاً للتوعية الإسلامية في المنافذ البرية لدخول الحجاج إلى المملكة، ومركزين للتوعية الإسلامية في مطار الملك عبد العزيز وميناء جدة الإسلامي، بالإضافة إلى (4) مراكز في مساجد المواقيت، ذاكراً أنه يبلغ عددها في أحياء مكةالمكرمة (18) مركزاً، إضافةً إلى مراكز لجان التوعية الإسلامية الميدانية في ساحات المسجد الحرام ومسجد التنعيم ومراكز الاستقبال البالغ عددها (16) مركزاً، مبيناً أن عدد اللجان العلمية والإعلامية والإشرافية في مكةالمكرمة بلغت (9) لجان، في حين بلغ عدد مراكز التوعية الإسلامية الرئيسية واللجان الفرعية في المدينةالمنورة بالإضافة إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي (17) مركزاً، كما بلغ عدد المراكز الرئيسية للتوعية الإسلامية في المشاعر المقدسة (44) مركزاً، و(84) مركزاً فرعياً -كبائن-، ومقصورات لجان التوعية الإسلامية الميدانية في المشاعر المقدسة.