طوت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) أمس أعقد ملفاتها الذي بقي مفتوحا طوال 22 عاما عندما حسم المؤتمر العام في دورته 36 التصويت لصالح قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في المنظمة. حيث جرت عملية التصويت بالنداء على الدول، وصوّت ب (نعم) 107 دول في حين صوّت ب (لا) 14 دولة وامتنع عن التصويت (52) دولة، وبذلك تصبح فلسطين الدولة رقم 195 في منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بأغلبية الأصوات التي حصلت عليها، إذ كانت في حاجة إلى 81 صوتا فقط أي ثلثي الأعضاء الحاضرين والمصوتين في المؤتمر العام. وقد جرى التصويت في أجواء شابها التوتر الشديد رغم أنها لم تستغرق أكثر من نصف ساعة، لتعلن النتائج بعدها في لحظة تاريخية صفّق لها الحضور بحرارة ولم تنجح كافة محاولات رئاسة الجلسة في تهدئة الوفود ووسائل الإعلام الدولية التي اعتبرت القرار انتصاراً لميثاق اليونسكو أمام كافة المحاولات المعارضة. وعقب التصويت عقّبت على القرار مجموعة من الدول التي طلبت الكلمة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، حيث قال الدكتور زياد بن عبدالله الدريس سفير المملكة لدى اليونسكو: "سأهنئ اليونسكو قبل أن أهنئ فلسطين، اليوم خرج رأس المولود الفلسطيني الجديد من رحم العالم، وسيكتمل خروج بقية جسد المولود هناك في الأممالمتحدة بنيويورك خلال الأيام القادمة بإذن الله". وأضاف الدريس: "اليوم لم تولد فلسطين بل ولدت يونسكو جديدة، يونسكو ملامحها قوة العدالة بعد أن هيمنت عدالة القوة لعقود، اليوم نحن أمام أول نتاج لإطار الإنسانية الجديدة الذي جعلته السيدة إيرينا بوكوفا مدير عام المنظمة المسار الرئيس لإدارتها لهذه المنظمة منذ أن أعلنت ذلك في انتخابات المدير العام الجديد للمنظمة عام 2009، هاهي ذي السيدة بوكوفا تفي بوعدها الانتخابي، رغم حيادها الإجرائي في عملية القبول لم نفاجأ بتصويت بعض الدول ضد القرار لكني عجبت كيف أن عددا من الدول المعترضة كانت تثني في خطاباتها أمام المؤتمر العام على الربيع العربي، لكن هذه الدول نفسها لا ترى مانعا من أن تبقى فلسطين في "خريف" دائم". واختتم الدكتور الدريس كلمته بتأكيد دعم المملكة الدائم لعدالة القضية الفلسطينية، كما هنأ اليونسكو بهذه الخطوة الأولى المهمة والمؤثرة بكل تأكيد. ورفضت إسرائيل القرار عبر سفيرها في المنظمة هذا القرار، حيث وصفت القرار بأنه مأساة لليونسكو، وأنه قرار متسرع للاعتراف بدولة ليس لها وجود، وأن هذا أبعد اليونسكو عن مجالات عملها، ذلك أنها معنية بالعلوم وليس بعلوم الخيال (حسب تعبير سفير إسرائيل في المنظمة) وحمّل اليونسكو مسؤوليات اتخاذ القرار وأنه سيتسبب في تخفيض الدعم للمنظمة، وأن اليونسكو بذلك (تبذر بذور دمارها من الداخل!). وبالرغم من تصويت الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد القرار إلا أن سفيرها في المنظمة أكد التزام بلاده بمواصلة الجهود لبناء السلام. من جهته نقل وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي شكر رئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس لكافة الدول التي صوّتت لصالح القرار، وقال إنها "لحظة تاريخية" نعيد فيها لفلسطين حقها الطبيعي ومكانتها بين الدول والشعوب.