لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، والعزاء نرفعه لوالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- في فقيد الوطن الكبير ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- ويمتد العزاء لأبنائه الكرام وللأسرة المالكة، والشعب السعودي الوفي، فلم يكن سلطان الخير والعطاء مجرد أمير وقائد وعضد أيمن لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بل كان قبل ذلك إنساناً له من المشاعر الصادقة الحانية الدافئة التي لفت وحضنت الكثير من أبناء أمته السعودية والأمة العربية والإسلامية مما منحه وبصدق لا يخامره تملق حبَّ وتقدير أبناء هذا البلد الكريم الذي حزن عليه حزناً عظيماً بل امتد ذلك لتحزن عليه دول من العالم وشعوبها، وذلك والله هو المكسب الكبير، فالمال والجاه يرحلان مع صاحبهما ولا يبقى إلا العمل الصالح، فلقد رحل الأمير سلطان بجسده لكن بقيت أعماله شاهدة وصدقاته جارية، رحل وبقيت بسمته الصادقة وبشاشته وأخلاقه السامية محفورة في قلوب شعبه المحب الذي يدعو له في ظهر الغيب، بقي حبه للخير وعطاؤه للغير، والله يحب المحسنين، فكم من مشروع رائد أقمته أبا خالد، وبناء شامخ أسسته في الداخل والخارج، وكم من مريض عالجته، ومصاب واسيته، وأسير عتقت رقبته بمالك. فرحمك الله من أمير كريم ورجل عظيم، وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة ووالديك، وجعل ما قمت به في دنياك ذخراً لك في آخرتك، ونحن على فراقك محزونون. *المستشار والمشرف العام على مكتب وزير الخدمة المدنية