حينما لا يبقى لك شيء تقوله أو تفعله .. حينما تطوى الأجنحة وتتوقف عن الخفق والتحليق .. وتغمض العيون فلا يبقى إلا ضوء روحك ، وما يحيط بها من هالات على مقاسك ، لا تأخذ مكانك معك .. احرص أن تترك أثرا ليديك وقدميك .. وصوتا حتى بعد أن تلوذ بالصمت يتردد صداه عبر الحياة : " كان هنا .. وقف هنا .. مشى من هنا " .! كن (أنت) بنفسك يا صاحبي .. فلا أحد يشبه أحدًا أبدًا .! ......... إن من يذهبون داخل صدورنا في الرحلة الأخيرة تتوق نفوسهم إلى مكان أرحب .! ......... كانت تمطره بدموعها .. أحست به ، وهو مسجّى بين يديها ، كأنه يتحسس شعرها المرسل .. يمشطه بأصابعه الحانية ، كما كان يفعل دائما .. إننا نموت حزنًا .. ونموت فرحًا .. ونموت طيبة .. ونموت حياءً وعشمًا .. ونموت (حبًا) ، وفي هذا الأخير : حياة .!! .......... آخر السطور : " ما عاد بدري قلت لي وش تحرّى ؟ ذابت نجوم الليل من جمر الآهات .. ما عاد بدري تدري العمر مرّة ، سرقت سنينه مننا كيف لحظات .. تقول باكر وانت باكرك برّا مر الزمن واقف على كل الاوقات وبتنتهي الدنيا قبل ما تجرا ولا ضاعت الفرصة ترى الموت حسرات يا من تصبر كل امري بأمره همي وحزني والفرح والمسرات " .!