رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وطيب الله ثراه، فقد شكل رحيله خسارة كبيرة وفادحة للمملكة العربية السعودية الشقيقة ملكاً وحكومة وشعباً، ولنا في مملكة البحرين، ولسائر دول مجلس التعاون وللأمة العربية والإسلامية والعالم كله. وإننا في مملكة البحرين، كما قال سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين «نذكر بكل العرفان والتقدير والاعتزاز مواقف الفقيد الكبير إلى جانب البحرين، وقد عرفناه - رحمه الله - قائداً فذاً وأخاً مخلصاً، ورجلاً حكيماً كرس حياته لخدمة دينه ووطنه وشعبه وخدمة الإنسانية جمعاء، وستظل ذكراه وانجازاته ماثلة وحاضرة في قلوبنا نموذجاً للعطاء والخير والاخلاص والحكمة. وإن ما يجمع البحرين بشقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية من روابط وعلاقات تاريخية عميقة ووطيدة، وما بينهما من وشائج قربى واخوة عربية وإسلامية وإنسانية، كل ذلك يشكل قاعدة أساسية أقامها الآباء والأجداد ويعززها الأبناء وسيعمل على حفظها وتطويرها وتنميتها الأحفاد، وقد كان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الفضل الأوفى في ترسيخها وتمتين عراها والارتقاء بها في مختلف الميادين، مما جعلها نموذجاً يحتذى به على المستوى الاقليمي والعربي. وفي هذا المجال، كان لصاحب السمو الملكي المغفور له الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز الدور الكبير والفعال، مما سنظل نذكره بالاعتزاز ولا ننساه، ولن ننساه ما حيينا. كما كان للفقيد دوره الأساسي في دعم مسيرة دول مجلس التعاون وتنميتها والنهوض بدور قوات درع الجزيرة التي هي حارسة أمن دولة مجلس التعاون وحامية استقرارها، ومسيرتها التنموية لخير دولها وشعوبها كافة. كما كان للفقيد دوره الأساسي في دعم مسيرة دول مجلس التعاون وتنميتها والنهوض بدور قوات درع الجزيرة التي هي حارسة أمن دول مجلس التعاون وحامية استقرارها، ومسيرتها التنموية لخير دولها وشعوبها كافة. ولأننا لا نستطيع أن نلم في هذه المقالة بكل ما اتصف به الفقيد الكبير من صفات، وبما لشخصيته الفذة من أبعاد رحبة، فلن نفيه حقه أو بعض حقه من الإشادة بمآثره، ومحاولة استذكار عطائه الإنساني الفريد، فدوره محوري على المستوى السعودي والعربي والدولي بما سيظل راسخاً في ذاكرة الأجيال القادمة. وإن ما عرف به المغفور له الأمير الراحل من سمات إنسانية وما يؤثر عنه من أعمال الخير والعطاء والكرم هو ما تلهج به ألسنة الناس أجمعين، فهو كالبحر الزاخر بالعطاء، وطبيعته الإنسانية يلمسها من اقترب منه، وتعرف إليه، من زعماء العرب والمسلمين، وقادة العالم، بل ان هناك من وصفه بأنه «كان مؤسسة خيرية دائمة البذل والعطاء والتدفق الإنساني فخيره لم ينقطع وكرمه لم تجف أنهاره. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. والعزاء موصول إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين وإلى الأسرة المالكة الكريمة، وإلى جميع الأشقاء في المملكة العربية السعودية بهذا المصاب الجلل الذي هز القلوب وأحزن النفوس، وأدمع العيون، وألهب مشاعر الأسى العميق برحيل «سلطان الخير» ونسأل الله أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأن يحفظه ويرعاه، ويكلأه بعين عنايته الصمدانية وأن يحفظ المملكة العربية السعودية الشقيقة. * سفير مملكة البحرين - الرياض