أعرب الدكتور إبراهيم محمد أبو عباة رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني عن عميق الحزن والأسى لفقد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله وقال: تلقت الأمة ببالغ الأسى والحزن نعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأخيه وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، لقد شعر الجميع بحزن عميق لفقد أميرهم المحبوب صاحب القلب الكبير سلطان الخير. نعم إن لفقد الكبار أثره الكبير ووقعه الشديد على نفوس محبيه وخاصة إذا كان الفقيد في وزن سلطان بن عبدالعزيز قامة وقيمة ومكانة وقدراً.. إننا في بلادنا المملكة العربية السعودية حرسها الله نحمل لقادتنا وولاة أمرنا حباً ووفاء وولاء وهم في الوقت نفسه يحملون الحب نفسه لشعبهم ومواطنيهم فهم أهل الحب والوفاء والعطاء بيننا وبينهم ترابط قوي وتلاحم شديد وحب متبادل عرفناهم مخلصين لدينهم محبين لوطنهم أوفياء لشعوبهم يحملون في قلوبهم الشفقة والرحمة والعطف لمواطنيهم هؤلاء هم حكامنا فهل نلام عندما نحزن عليهم ونبكي لفقدهم؟ وحتى نقرب الصورة أكثر فما علينا إلا أن ننظر حولنا فقبل وفاة فقيدنا بيوم واحد قتل أحد الحكام العرب على يد نفر من أبناء شعبه بعد ملاحقة ومطاردة استمرت تسعة أشهر والمتابع لوسائل الإعلام يرى مظاهر الفرح تعم أرجاء ذلك القطر لقتل ذلك الزعيم!! لماذا لأنه أذاقهم مدة حكمه صنوفاً من العذاب وأنواعاً من الأذى، وها هو يجني ثمارها اليوم. وفي بلاد أخرى نرى الشعوب تلاحق حكامها وتتظاهر في كل مكان مطالبة بالحرية والكرامة وشيئاً من الحقوق الواجبة بينما نرى الحاكم يطاردهم بوابل من الرصاص الحي فشعبه بين شهيد وجريح ومعتقل ومهجر.. أما نحن في المملكة العربية السعودية فنختلف تماماً ولله الحمد والمنة لأن قادتنا منا نعرفهم ويعرفوننا يطبقون شريعة الله ويحكمون بلادهم بالكتاب والسنة يجتهدون في بناء بلادهم وتطويرها وتنميتها يحرصون على خدمة المواطن فيمطرونه بوابل من الحب والعطاء المتدفق بحثاً عن راحته وسعيا لسعادته فهل نلام إذا أحببنا حكامنا والتففنا حولهم وحرنا لفقدهم وتألمنا لفراقهم.. أما فقيدنا سلطان بن عبدالعزيز فهو واحد من أبناء الملك العظيم المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - شارك في مسيرة بناء الوطن منذ عهد والده رحمه الله وحتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى وعمل في أكثر من موقع قيادي وترك بصماته في كل موقع عمل به وقف مع إخوانه القادة منذ عهد الملك سعود رحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أطال الله عمره - على طاعته، أسهم في رسم السياسة الخارجية بكل كفاءة واقتدار وأدار عدداً من الملفات الشائكة بكل حنكة ومهارة كما أسهم في بناء الوطن وخدمة المواطن. بنى قواتنا المسلحة وفق خطة دقيقة واستراتيجية محكمة.. أما أعمال الخير فيكفي أن نتذكر مقولة تروى عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بأن سلطان جمعية خيرية تمشي على الأرض ومن يعرف سلطان ويعرف بعض أعماله يرى أن هذا هو الواقع فله في كل ميدان مساهمة وفي كل موقع بصمة وفي كل بلد شاهد على حبه للخير، أما دعمه للفقراء ومساعدة المحتاجين وعطفه على الأيتام والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة فحدث ولا حرج فكل من تقابله يروي لك قصته مع سلطان الخير وكيف فرج كربته وسد حاجته وأسهم في علاج مشكلته. ومن يطلع على برامج ومشروعات وإسهامات مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية يرى الكثير والكثير من الأعمال الخيرية والبرامج التنموية والتعليمية والطبية داخل المملكة وخارجها.. إن العالم كله يشهد بأن أعمال سلطان الخيرية واسهاماته في كل مجال لا تكاد تعد فبعضها موثق ومعروف وكثير منها لا يعرفها الكثير من الناس.. ومن هنا كسب سلطان قلوب محبيه من أبناء شعبه وأبناء المسلمين واستحق بكل جدارة أن يسمى بسلطان الخير.. رحمك الله يا أبا خالد وجعل ما أنفقته وما قدمته لأمتك ووطنك وأهلك وشعبك والمسلمين في رصيد أعمالك الصالحة.. (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله..) ولا نقول إلا ما يرضي ربنا فإنا لله وإنا إليه راجعون.