يختلف الجميع في تسميتها فالبعض يطلق عليها "قمة أوروبية " بينما يتعدى البعض هذا المسمى ليرى فيها " قمة إنقاذ " للعالم اجمع ، وبين هذا وذاك يرى البعض انها اكثر من مجرد قمة مالية فهي خليط بين السياسة والاقتصاد والتنمية فالموضوعات التي تتشعب منها كثيرة جدا والآمال أو الأحلام التي يعلقها المتابع سواء كان مسؤولا او بسيطا كبيرة جدا ، فقمة "الأربعاء المنتظر " نقطة محورية وعلامة فارقة وفاصلة في وقت بدأت موزاين القوى الاقتصادية تختلف ، ليس هذا فقط بل أجراس الخطر تنذر بانهيارات مالية كبيرة وتغير في خارطة الاتحاد الاوروبي . الأوضاع في منطقة اليورو متوترة جدا ، فخلال قمة الاحد جرت مشادة كلامية بين كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قال لرئيس الوزراء البريطاني انه "سئم من اصداره الاوامر للجميع"، طبقا لما ذكرته صحيفتا ديلي تلغراف والغارديان. كما الغى كاميرون كذلك زيارتين الى نيوزيلاندا واليابان من اجل حضور هذه القمة . يرى المحللون ان دخول منطقة اليورو في دائرة الخطر كان في بداية 2008 ، ويضيف متخصصون ان هذا الإعلان جاء بعد تراجع الاقتصاد الألماني في البداية بنسبة 0.5% وتراجع لنمو الاقتصاد الفرنسي حيث حقق نمو قدره 0.1 % ولم يغفل المحللون التراجع الكبير في الاقتصاد البريطاني رغم عدم انضمامها إلى منطقة اليورو . نار الأزمة اخذت في الاتساع بعد ذلك ، فإيرلندا دخلت دائرة الخطر في نفس العام بسبب انهيار قدراتها المصرفية ، ولا تزال بعض المصارف الأيرلندية تواجه معضلات عملية خطيرة ونقص في التمويل رغم قيام حكومة دبلن بعملية تأميم شاملة وتامة لها . خروج اليونان ..حل يحل الازمة* اليونان المثقلة بالديون والعاجزة عن الوفاء بالتزاماتها والتي شهدت في الآونة الأخيرة الكثير من الاضطرابات على الصعيد الداخلي ، يرى البعض في ابتعادها وتخليها عن العملة الموحدة جزء من الحل ، فحملة الانقاذ التي تقودها أوروبا حيث ضخت هذه الدول ما يقارب 200 مليار يورو على دفعتين والدين اليوناني الذي يفوق 300 مليار يورو ، كلها مؤشرات تجعل البعض يصر على هذه المطالب . فاليونان اقترضت بالبداية بما يفوق القدرة على السداد والتوسع بمستويات تفوق قدرتها على الوفاء بها ، هذه النداءات وقف لها وزير الخارجية الفرنسي بالمرصاد حيث اكد رفضه لخروج اي دولة من العملة الموحدة . هذه الضغوط تجعل اليونان تفكر مليا في خطوتها القادمة فهي في ناحية لا تريد ان تخسر شراكتها الاوروبية وفي الوقت نفسه تريد التركيز على مشاكلها الداخلية . هل الصين .. حل مطروح ؟ في إحدى جولاته الخارجية أشار جوبيه إلى أن صعود اليوان من شأنه أن يساعد على انعاش منطقة اليورو . ، وقال "نعتقد أن اليوان مقوم بأقل من قيمته الحقيقية في الوقت الحالي.." وأضاف أن مستوى اليوان الذي يؤدي لاختلالات في الاقتصاد العالمي سيكون أيضا موضوعا رئيسيا على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين في فرنسا في نوفمبر ، وكانت بكين قد سمحت لعملتها اليوان بالصعود 2.6 بالمئة منذ ألغت في 19 يونيو ربطها بالدولار الذي استمر 23 شهرا وهو ما أدى لتسارع وتيرة الصعود في الأسابيع الأخيرة مع تزايد الضغط. ويربط جوبيه فيما يبدو النموذج الاقتصادي للصين الذي يعتمد على الصادرات بالديون المتراكمة على الدول الأوروبية. وقال "نعتقد اليوم أن هناك مشكلة تظهر. ليست مشكلة خاصة بأوروبا أو أمريكا وانما مشكلة عالمية ولذا علينا أن نحاول ونعيد التوازن للوضع الاقتصادي في العالم أجمع." وأضاف "اختارت الصين نموذج تنمية يركز على الصادرات وهو أمر يمكننا جميعا بحق أن نتعلم منه. في الحقيقة كان الأمر مفيدا بالنسبة لنا لأنه أصبح بامكاننا شراء السلع الاستهلاكية بأسعار جيدة للغاية لكننا لم نفكر في الأمر من ناحية تأثيره على قدراتنا التنافسية. "تراكمت علينا ديون كبيرة خاصة للصين ولذا فهذا النظام الموجود حاليا لا يمكنه الاستمرار على المدى البعيد." ايطاليا تعد .. عقد سيلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي في بروكسل مع قيادات الاتحاد الأوروبي. وذكرت مصادر دبلوماسية أن بيرلسكوني أكد خلال لقائه مع هيرمان فان رومبي رئيس الاتحاد الأوروبي وجوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية اعتزام بلاده إجراء إصلاح فعلي لميزانيتها. وتطرقت محادثات بيرلسكوني مع المسئولين الأوروبيين إلى الخلاف حول استمرار عضوية الإيطالي لورنزو بيني سماجي لمجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي. يذكر ان فرنسا تحث على تقديم بيني سماجي استقالته بعد تعيين مواطنه ماريو دراجي لرئاسة البنك المركزي الأوروبي وذلك حتى يتيح الفرصة لدخول فرنسي مكانه في مجلس إدارة المركزي. ما هي الحلول ؟ الحل الأوروبي المطروح يتمحور في ثلاث مراحل، اولا استقرار اليونان المثقلة بالديون وتجنيبها الافلاس التام وذلك يمر بقروض دولية اضافية وتخلي المصارف الدائنة للبلاد عن نصف الديون على الاقل. في المقابل من المتوقع اعادة رسملة المصارف بأكثر من مئة مليار يورو. وسيتعين ايضا تعزيز صندوق الاغاثة المالي لمنطقة اليورو من اجل مساعدة البلدان التي تمر بصعوبات مالية للوقاية من انتقال عدوى الازمة الى ايطاليا واسبانياعلى وجه التحديد لكن ما زال هناك خلافات حول سبل التوصل الى ذلك خصوصا بين فرنسا والمانيا. يواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اول اختبار كبير له داخل حزبه مع التصويت في مجلس العموم على اجراء استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. ورغم ان التصويت ليس ملزما، الا انه مهم سياسيا حيث من المرجح ان يتجاهل نحو 85 مشرعا محافظا امر كاميرون لهم بالتصويت ضد اجراء الاستفتاء. ويتوقع ان يصوت الليبراليون الديموقراطيون، الحلفاء الاصغر في الائتلاف الحكومي، وحزب العمل المعارض، مع كاميرون ضد اجراء الاستفتاء، ولذلك فانه من غير المرجح ان يمنى بالفشل، ولكن اي انتصار لمعارضيه الراغبين في الخروج من الاتحاد الاوروبي سيكشف عن مدى تمرد حزب المحافظين على كاميرون. وفرض كاميرون اجراء ينتج عنه عادة طرد اي عضو في الحكومة يصوت ضده ويشكل عائقا كبيرا في المسيرة المهنية لأي عضو في البرلمان يخرج عن رغبة رئيس الوزراء. وعشية التصويت على اجراء الاستفتاء حذر كاميرون دول منطقة اليورو من ان السعي الى اندماج اكبر في ما بينها لمعالجة الازمة الاقتصادية المستمرة يجب ان يكون لمصلحة بلاده، بعد اعترافهم بالتخطيط لاجراء تغيرات في المعاهدة. وقال "ان اي تغيير في المعاهدة .. هو فرصة لبريطانيا لدفع مصالحها الوطنية". واضاف "ان التغيير المحدود الاخير في المعاهدة والذي اسفر عن وضع آلية للاستقرار الاوروبي، اعطانا فرصة للخروج من صندوق انقاذ اليورو الذي اختارته الحكومة الماضية". وحذر كاميرون من ان الدول خارج منطقة اليورو مهددة بالتجميد في ظل الجهود الرامية لحشد الاستجابة الكافية للازمة. واوضح "هناك خطر .. في انه ومع تجمع دول منطقة اليورو مع بعضها البعض .. في ان تشهد الدول التي هي خارج منطقة اليورو، قيام الدول الاعضاء في المنطقة في اتخاذ قرارات تؤثر على السوق المشتركة". وخلال قمة الاحد جرت مشادة كلامية بين كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قال لرئيس الوزراء البريطاني انه "سئم من اصداره الاوامر للجميع"، طبقا لما ذكرته صحيفتا ديلي تلغراف والغارديان. كما الغى كاميرون كذلك زيارتين الى نيوزيلاندا واليابان من اجل حضور قمة اخرى مهمة بشان ازمة الديون الاوروبية الاربعاء. وكان من المقرر ان يزور كاميرون هذين البلدين في وقت لاحق من هذا الاسبوع، الا انه سيشارك في قمة تم ترتيبها على عجل لمجلس اوروبا مع سعي المسؤولين بشكل حثيث الى ايجاد حل لأزمة الديون. واستغل حزب استقلال بريطانيا، المعارض للبقاء في الاتحاد الاوروبي، الاحد التمرد داخل حزب المحافظين بالتلميح الى انه يمكن ان يتخلى عن مرشحيه لصالح مرشحي حزب المحافظين في اية انتخابات مستقبلية اذا ما تم التصويت اليوم الاثنين لصالح اجراء الاستفتاء. وصرح النائب في حزب استقلال بريطانيا نايجل فاراغ لوكالة فرانس برس على هامش القمة "في الماضي، تاكدت من اننا لا نقف في الانتخابات ضد المرشحين الذين يصوتون بضمير من اجل وطنهم. وكل ما اقوله هو اننا سنفكر مليا في اتخاذ قرارات مشابهة". وحشد حزب فاراغ، العضو البارز المناهض لعضوية الاتحاد الاوروبي في البرلمان الاوروبي، مليون صوت في الانتخابات البريطانية العامة التي فاز بها كاميرون بالتحالف مع حزب الليبراليين الديموقراطيين المؤيد للاتحاد الاوروبي. وتحول وزير الخارجية وليام هيغ، الذي كان يعارض بشدة عضوية بريطانيا في منطقة اليورو عندما كان في المعارضة، الى مدافع عن منطقة اليورو وهو يحذر اليوم من ان اجراء الاستفتاء قد يضر باقتصاد بريطانيا. وقال هيغ انه يود ان يرى عودة بعض السلطات من بروكسل الى لندن. وامرت لجنة برلمانية باجراء التصويت على اجراء استفتاء بعد ان وقع اكثر من 100 الف بريطاني عريضة حول خيار البقاء في عضوية الاتحاد الاوروبي .