المصير إلى الموت محتومٌ, ولن يبقى إلا خالق الخليقة وباسط البسيطة, قال تعالى: (كلُّ منْ عليها فانٍ, ويبقى وجه ربِّك ذو الجلال والإكرام). ولقد أُصيب المسلمون في بلادنا بموت فقيد الوطن وليِّ العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السموِّ الملكيِّ الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله- والذي له من الأيادي البيضاء ما يذكره الناس في مجالسهم, من إعانة الفقير, والبذل والسخاء والكرم الذي تميَّز به سموه الكريم. أقول كيف لا يكون ذلك وأبناء الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأحفاده يسيرون على ما سار عليه والدهم الذي اجتهد في تربيتهم, وأحسن في توجيههم. إنَّ في فقد الأمير سلطان عزاءٌ أبعثه إلى أبنائه وبناته وزوجاته, وأبعثه كذلك إلى كافة الأسرة الحاكمة, وقبل ذلك أبعث رسالة عزاء إلى مقام خادم الحرمين الشريفين والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهما الله وأعز بهما دينه وأعلى بهما كلمته, وأيضاً أبعث رسالة عزاء إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي ضرب أروع الأمثلة في الأخوَّة الصادقة لملازمته أخاه الأمير سلطان بن عبدالعزيز في فترة مرضه وإلى أنْ توفاه الله – يرحمه الله- وأسأل الله أنْ يكون ما أصابه من أمراضٍ تكفيراً لسيئاته ورفعةً في درجته. وكذلك فإني أُعزي الشعب السعودي الكريم الذي يعرف لولاة الأمور حقوقهم. فرحمك الله يا سلطان الخير وغفر لك وأدخلك الجنَّة وعفا عنك, وجبر الله مصاب الأسرة الحاكمة والشعب السعودي, وإنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكلُّ شيءٍ عنده لأجلٍ مسمى, وأسأل الله تعالى أنْ يحفظ علينا ديننا وأمننا وأنْ يحفظ وليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين والنائب الثاني وجميع ولاة أُمورنا وأنْ يرزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتحثهم عليه وأنْ يبعد عنهم بطانة السوء, وأنْ يحفظ بلادنا ومقدساتنا منْ كلِّ شرٍّ, وأنْ يعاملنا بعفوه وكرمه وجوده وإحسانه آمين.