يبدو انه قد ولى الى غير رجعة زمن موظفة الاستقبال حادة الطبع والساهية اللاهية التي لا هم لها سوى مضغ العلكة والتسويف وتقديم المعلومات المغلوطة - فهذا هو زمان آكترويد والتي ترتسم على محياها ابتسامة ودية لا تفارقها ابداً كما انها لا تقدم بتاتاً على تقديم بيانات خاطئة او الادلاء بمعلومات غير صحيحة. و«آكترويد» هي موظفة استقبال آلية يمكنها فهم الكلمات المنطوقة بطريقة طبيعية وبأربع لغات هي الانجليزية واليابانية والصينية والكورية - كما ان لها حصيلة لغوية قوامها 40 الف كلمة ومفردة! وعندما ترد آكترويد على الاستفسارات او تتجاوب مع المؤثرات فإن تقاسيم وجهها وملامحه تعكس الاستجابة الانفعالية المناسبة تماماً والمطابقة لواقع الحال كما انها تتحدث بلغة العين وتتقن التواصل بالنظر فضلاً عن ان يديها مبرمجتان على الايماء والايحاء والتلويح اثناء الحوار على غرار ما تقوم به يدا الانسان سواءً بسواء! وفي واقع الامر فإن اكترويد تحاكي بني البشر بأقصى ما تستطيعه الآلة - ولعل اختلافها الواضح الوحيد عن الانسان انما يكمن في وجهها والذي يشبه الى حد بعيد وجه شخصية في افلام الرسوم المتحركة المصنوعة بالحاسوب. وقد استحوذت اكترويد على اعجاب الزوار ونالت استحسانهم في المعرض العالمي لهذا العام والذي اقيم في مدينة ناغويا اليابانية وهو معرض مبهر لمنتجات تقنية الحواسيب وتقنية الروبوت - حيث عملت اكترويد كمرشد سياحي لزوار المعرض. وعلاوة على تزويد الزوار بالارشادات اللازمة لتمكينهم من الانتقال من موقع لآخر في المعرض فإن اكترويد تقوم ايضاً بتسلية الاطفال والترويح عنهم بأداء عروض موسيقية وعرض ارقام آلية. وهنالك منافسة اخرى لاكترويد: انها سايا وهي موظفة استقبال آلية اخرى تستطيع التجاوب مع 700 توجيه شفهي والتعبير عن تشكيلة واسعة من الانفعالات التي ترسمها على وجهها. ويتحدث مبتكر سايا الدكتور هيروشي كوباياشي، وهو أستاذ مساعد بجامعة طوكيو للعلوم، واصفاً اياها بقوله: اشعر وكأنها انسان حقيقي. وتعد اليابان الدولة الرائدة في العالم في مجال روبوتات المستهلكين وهي نقلة نوعية وثورة تقنية يرى الخبراء انها غيرت اسلوب حياتنا بطريقة جذرية تفوق ما احدثته الحواسيب المكتبية او اجهزة الهاتف الجوال من تغيير في اسلوب حياتنا وتأثير على طريقة عيشنا. وقد ذهل زوار ارض الشمس المشرقة عندما وجدوا روبوتات تعمل في مجال المراقبة الامنية والارشاد السياحي والعمل في المستشفيات. واصبحت لوثة الروبوت بمثابة صيحة عميقة يتوقع وصولها الى كل منزل ياباني بحيث تقتني كل اسرة ما لا يقل عن روبوت واحد بحلول عام 2015م. وبدأ هذا التوجه يجد طريقه الى الولاياتالمتحدة حيث ستقوم الروبوتات قريباً بأداء الوظائف التي يقل عدد شاغليها من بني البشر او الوظائف التي يزهدون فيها مثل اعمال النظافة او الاعمال المنطوية على مخاطر ذات عواقب وخيمة او تلك التي تتطلب مجهوداً مضنياً.