** أسبوع نسائي حافل. بدأ ب«الطفلة العراقية» - تبارك. * هذه ال:«تبارك» التي لم تبلغ العاشرة.. والتي امتلكت شجاعة نادرة.. مكنتها من انقاذ أكثر من عشرين امرأة من مذبحة حتمية.. بعد أن اخفت «الهاتف» داخل حذائها.. فكان الجهاز الوحيد الذي مكنهم من الاتصال لطلب النجدة التي لم تتأخر وانقذتهم. ثم كرَّت نشرة الأخبار.. بأحسن أخبارهن. * «توكل كرمان» الناشطة اليمنية.. التي توج نضالها السلمي بحصولها على جائزة «نوبل للسلام» بمشاركة الرئيسة الليبيرية ايلين جونسون سير لفيف.. ومواطنتها ليما بواي.. اللتين أسهمتا في منع وقوع حرب أهلية طاحنة في بلدهما. وتم الاعتراف بجهودهما المباشرة في كل الأنشطة الداعية للسلام. لكن لابد أن تستوقفك - يا رجل - أخبار «توكل». فقد تم اقتحام منزلها.. واعتقلت واعتقل شقيقها.. لكنها - يا رجل - كانت مدعومة ومسنودة ومؤازرة من والدها المحامي عبدالسلام كرمان... ومن زوجها وشقيقها.. كأنما للتأكيد على أنها «اخت الرجال». فهي لم تكن وحدها.. وقد جاءتها الجائزة.. كأنما هي ل«رجالها» الذين كانوا لها خير سند رغم كل الصعوبات والمحن في مجتمع مثل المجتمع اليمني الذي نعرف عنه كل الذي نعرف. * «رجاء عالم» الروائية المبدعة.. التي تم تكريمها من قبل وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون.. والتي أنارت طلتها كل «أبوظبي» وملأتنا بالفخر والاعتزاز بها وبالكلمة الأبوية الرائعة التي صرح بها معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام.. الذي تحدث بروح الأسرة وحنانها واعتزازها. ول«رجاء» علينا حق مؤزارتها في انطلاقتها التي بدأت منذ عدة سنوات.. بعد ترك العمل الإداري وتفرغها لجهودها الابداعية.. وتمثيلنا كمثقفين - بصفتها الشخصية - في محافل ثقافية وابداعية كثيرة.. ليس آخرها حصولها على جائزة «البوكر» بعد حصول الروائي المبدع عبده خال عليها.. فكانت من نصيب الابداع الروائي السعودي لعامين متتاليين. وكم سعدنا ونحن نتابع «واجه الصحافة - مع داوود الشريان» حين قدم لنا ريم الرشيد وأميرة كشغري وبدرية البشر وآسيا آل الشيخ.. في حوار متعدد المحاور حول مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى.. فكان الطرح موضوعياً وشجاعاً ومستنيراً أيضاً. وللحق.. فإن الاستماع للمرأة السعودية حين تتحدث في قضاياها وقضايا الشأن العام يثلج الصدور.. فمن قبل لم نكن نرى المرأة السعودية إلا من خلال ابداعها في الشعر والقصة والرواية ومشاركتها في الكتابة الصحفية.. وفي كل هذا وذاك تميزت وكانت أفضل من معظم أبناء جيلها من الرجال ابداعاً ورأياً. غير أن «مواجهتها» متحدثة تؤكد لنا أن المرأة السعودية قادرة على المساهمة في اثراء حياتنا الثقافية والاجتماعية من خلال جهودها في الأنشطة التي تقوم بها.. وفي الأنشطة المقبلة على ممارستها.. وفي المستقبل التي ترسمه لأسرتها دون أية عقد نقص.. ودون المبالغة التي تريد تضخيم دورها.. أو المبالغة التي تريد أن تكبحها وتجعلها حبيسة خلف ألف جدار.