في فؤادي قصة.. تبدو بعيني كبيرة.. منذ أن كنت الصغيرة ذات يومٍ كانت الأحلام خجلى كنت صغرى.. والأماني فيّ تترى كنت ألهو.. كنت أشدو.. بغيتي كانت يسيرة كلما لاح صباح.. وأتى سرب الطيور. عند نافذتي يغني كان حلمي.. أن أسابقهم وأجري كان حلمي.. أن أهرول نحو أصحابي وأحكي.. كان حلمي.. أن ساقي هذه.. تجري وتجري! مثل صحبي.. مثل إخواني وأمي.. يالأيامي المريرة.. قد أذاقتني جفاءاً.. منذ أن كنت الصغيرة.. يا لحزني.. حين جاء الناس حولي .. ينظرون إلي في أعينهم .. رحمة.. تقهر صدري.. ويقولون جميعاً.. أقبلت تلك المعاقة!.. وأنا أسمع لكن.. لا أعي معنى «معاقة»!.. كنت أبسم في سرور وأصافحهم وأحكي.. عن صباحي.. عن طيوري.. عن مغامرة مثيرة.. كنت دوماً.. أسأل الأطيار والأنسام.. عن سر الإعاقة.. لم أكن ألقى اهتماماً.. لم أكن القى إجابه مرت الأيام.. والأيام عجلى.. حتى أصبحت كبيرة.. وعرفت اليوم.. مامعنى «معاقة»!.. وعرفت السر في نظراتهم.. إنها كانت أليمة.. وعرفت لماذا أمي تحتويني.. بكل عطف.. دون إخواني وتبكي.. وعرفت السر في سجادة تدعو عليها.. كل ليل.. كنت أرقبها.. أدير عجلة الكرسي في صمت إليها.. أمي لماذا لا تنامين؟.. ثم تحملني بحزنٍ.. نحو غرفتي الصغيرة كي تضعني في فراشي.. تقرأ الورد.. تقبلني وتبكي.. لم أكن أعرف مامعنى بكاها؟.. كنت أجهل كل شيء.. إنها دنيا كبيرة!.. ليس ذنبي أنني صرت معاقة.. إنه ربي وهذا من قضائه.. إنني أحمل في صدري قلباً مؤمناً.. فيه يقين.. إنني أسمو بفكري.. إنني أعلو بنفسي.. لابسيري.. لابجريي.. لا بآلامي العديدة.. إن نار الحماس توقد حلمي وطموحي يحيطني كل وقت إنها الدنيا وما أحقرها.. حين أبغي فيها لهواً.. حين أبغي فيها جرياً.. ثم ماذا؟!.. ثم ماذا؟!.. إنني أرضى بحالي.. رغم قهري.. رغم آلامي الكبيرة إنني أطمح في جنات ربي .. كل خير.. أن يهبني من نعيم عنده.. قدماً بها.. أمشي وأجري.. بين واحات كبيرة.. ونسائم جنة الخلد العليلة.. فاحمدوا ياقومي ربي.. أن أمدكم بعافية.. بها صارت حياتكم جميلة.