اندلع قتال شديد صباح امس الجمعة في مدينة سرت الساحلية في ليبيا بين قوات الثوار وكتائب العقيد الهارب معمر القذافي. وأفادت قناة" ليبيا الحرة" أن قوات المجلس الوطني الانتقالي أرسلت المزيد من الدبابات إلى سرت اليوم في محاولة لكسر شوكة مقاومة قوات القذافي في مسقط رأسه. وقالت إن قوات المجلس تحكم قبضتها تدريجيا على المنطقة المحيطة بسرت منذ أسابيع في صراع قتل فيه العشرات وتسبب في نزوح الالاف. وذكرت قناة الجزيرة الفضائية أن الثوار سيطروا على مزيد من الأحياء داخل المدينة وأن الاشتباكات مستمرة بين الثوار والكتائب. ونقلت عن قادة ميدانيين أن السيطرة بالكامل على مدينة سرت أصبحت وشيكة. وتحكم قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي قبضتها تدريجيا على المنطقة المحيطة بسرت منذ أسابيع في صراع شابته الفوضى وقتل فيه العشرات وتسبب في نزوح الالاف. وعطل الصراع أيضا سعي الزعماء الجدد في ليبيا لتشكيل حكومة ديمقراطية حيث يقولون إن العملية لن تبدأ إلا بعد السيطرة على سرت. ويقول قادة في المجلس إن مقاتلي القذافي لا يسيطرون الان إلا على منطقة مساحتها نحو 700 متر من الشمال الى الجنوب ونحو 1.5 كيلومتر من الشرق الى الغرب وهي منطقة سكنية. والقناصة المختبئون في المباني هم أكبر عقبة تعترض طريق السيطرة على سرت. وتستخدم الدبابات في قصف المباني من مسافة قريبة وإخراج القناصة منها. وإلى جانب الدبابات استعدت عشرات الشاحنات وأفراد المشاة للمعركة امس. اشتباكات عنيفة بين الثوار وكتائب القذافي بسرت. (رويترز) ورغم أن قوات القذافي في سرت محاصرة من جميع الجهات وليس لديها أمل في كسب المعركة الا أنها مازالت تقاتل وتوقع عشرات القتلى والمصابين باطلاق مقذوفات صاروخية وقذائف المورتر والاسلحة الصغيرة. واستقبل مستشفى ميداني قتيلين من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي و23 مصابا أول أمس الخميس. وقال أطباء إن أحد القتيلين سقط بينما كان ينقل الطعام إلى المقاتلين على الجبهة. وقال قائد في المجلس إن قوات القذافي المحاصرة لم تعد تستخدم الاسلحة الثقيلة وإنه يبدو أنها فقدت تماسكها كقوة قتالية. وأضاف القائد "لاحظنا الان أن كل واحد منهم يقاتل دفاعا عن نفسه. حاولنا أن نقول لهم كفى وأن ننصحهم بالاستسلام لكنهم لم يفعلوا". ويقول مسؤولون في المجلس إن قوات القذافي تخشى التعرض لعمليات انتقام إذا استسلمت. وعثرت قوات الحكومة على 25 جثة في أكياس بلاستيكية بالقرب من مركز القتال في سرت واتهمت قوات القذافي بأنها نفذت أعمال قتل تقرب من الاغتيالات. وشاهد فريق من رويترز خمس جثث كانت بملابس مدنية وقيدت أيادي أصحابها وراء ظهورهم وبها آثار إطلاق نار في الرأس. لكن مع اقتراب المعركة من أجل السيطرة على ليبيا إلى نهايتها كما يأمل المجلس وحلف شمال الاطلسي تتطلع الحكومة الجديدة والحلف الذي ساعد على الاطاحة بالقذافي إلى عودة الامور إلى طبيعتها.