سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكويت: مؤتمر «الوسطية منهج حياة» اختتم أعماله بالتشديد على إظهار سماحة الإسلام وضبط قضية الفتوى شهد حضور علماء وفقهاء الدول الإسلامية والأقليات المسلمة من كافة دول العالم
دعا مؤتمر «الوسطية منهج حياة» الذي اختتم أعماله في الكويت الى تشجيع الشورى والرقي بالقيم الأخلاقية، مطالباً ب «توظيف الفن وتجنب سياسات الإثارة والترويج لظواهر الجريمة». وأصدر المشاركون في المؤتمر الذي أقامته وزارة الأوقاف تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد توصياتهم ضمن البيان الختامي الذي اسموه (بيان الكويت حول الوسطية في الإسلام). وأكد المشاركون في ختام مؤتمرهم الذي استمر ثلاثة أيام ان «الوسطية منهج شرعي بعث الله به سائر الرسل وانها ليست محصورة في جزئية من الجزئيات ولا في ركن من الأركان بل هي منهج متكامل إضافة الى ان سماتها العامة هي الخيرية والاستقامة واليسر». وذكروا ان الوسطية تعمل على تحقيق الأمن والسلام العادل للبشرية منطلقة من مبادئها الانسانية.. مشيرين الى ان أسباب التعصب الفكري هو الانحراف في فهم الدين والانغلاق وضيق الافق والجهل وغياب أخلاقيات التعامل مع الآخر. وأوصوا بتوصيات عدة من أهمها الدعوة الى تبني الوسطية الإسلامية وتشجيع الشورى والرقي بالقيم الأخلاقية في المجتمع إضافة الى توظيف الفن والإعلام والتعليم بما يبرز قيم الوسطية والاعتدال والعمل على الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية وتوحيد مواقف الامة عملياً. وأوصوا كذلك باتباع المنهج الوسطي في التعامل الفكري وانهاء النزاعات المذهبية والحزبية في ضوء الوسطية وتقوية المؤسسات الإسلامية بما فيها المؤسسات الخيرية ومساعدة الأقليات المسلمة والاحتفاظ بأصالة التعليم واستقلالية المؤسسات التعليمية. ودعوا في توصياتهم كذلك الى محاربة الجهل وروح التعصب الاعمى والظلم والاستبداد كطرق لمحاربة هذه الأسباب التي تبعد عن الوسطية وتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي في مجال تعزيز الوسطية وعقد ندوات ومؤتمرات لتعزيز الولاء الوطني وربط المنتديات والمؤتمرات مع مراكز الدراسات والبحوث للاستفادة من المعلومات الصحيحة. وتطرقوا ايضاً الى أهمية اقامة الفعاليات التي تدعم الفكر الوسطي وتفعيل الخطاب الإعلامي الوسطي والاهتمام بالجوانب النفسية والسلوكية لمناقشة ظاهرة التطرف ووضع الحلول المناسبة لها وحث جميع افراد المجتمع على اتباع منهج الوسطية لمواجهة الغلو والتطرف. وأشاروا الى أهمية تجنب سياسات الاثارة والترويج لظواهر الجريمة واعادة النظر في مفهوم الولاء والبراء وضرورة التقاء اهل العلم والفكر للرد على محاولات تفريغ الإسلام من محتواه والعمل على ان تكون العلاقة التفاعلية بين الحضارات والثقافات قائمة على مبدأ الانسانية مع البعد عن هيمنة حضارة على بقية الحضارات. وأكدوا أهمية بلورة مشروع حضاري إسلامي متجدد اتساقاً مع رسالة الإسلام السامية وتوجيهاته الحضارية وإدراج مادة الفتوى وضوابط الاجتهاد في مناهج الكليات الشرعية إضافة الى الدعوة الى إنشاء معاهد للفتوى واصدار مجلة تعنى بقضايا الوسطية وضوابط الفتوى وتشجيع الاستمرار في عقد ندوات عن الوسطية وتبني مشروع الموسوعة الوسطية. وكذلك دعوا الى عقد مؤتمر سنوي يناقش قضايا الوسطية والتركيز على توظيف وسائل الإعلام الإسلامية والعربية الناطقة باللغات الاجنبية في تعزيز الوسطية. وعلى صعيد متصل اوصى المؤتمرون كذلك بإنشاء مشروعات عدة وهي قناة فضائية لنشر فكر الوسطية بلغات عالمية واقامة مركز ترجمة عالمي لنشر كافة المطبوعات المرتبطة بالوسطية وتعديل المناهج التربوية بالتعاون مع وزارات التربية في الدول الإسلامية. يذكر ان المؤتمر الذي حضره ممثلون من أغلب دول العالم الإسلامي والأقليات المسلمة في دول العالم تناول عدة محاور أهمها المعالم والضوابط في فهم الوسطية ومفهوم ومعايير الوسطية في العبادة والعقيدة والفتوى والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إضافة الى الوسطية والبعد الحضاري.