يعد الحديث بالهاتف الجوال أثناء القيادة من ابرز السلبيات على الطرقات العامة والفرعية، وأهم مسببات الحوادث المرورية، حيث تشير الدراسات إلى أن استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة يشكل 25 ٪ من إجمالي حوادث المرور، وتؤكد إحصائيات أن صرف انتباه السائق عن الطريق خلال إجرائه للمكالمة الهاتفية والعلاقة بين استخدام الهواتف المحمولة وبين فقدان التركيز من أهم اسباب الحوادث المرورية. وكشفت نتائج أن إجراء مكالمة بالهاتف المحمول يقلل مدى الرؤية الخارجية لدى السائق بحيث تجعله أقل انتباها لما يحيط به على الطريق، مما يؤدي إلى حدوث تأخر في ردة الفعل وفي زمن الاستجابة في حال وقوع خطر مفاجئ، بالإضافة إلى التأخر في استخدام الفرامل وفي التعرف على اللوحات والإشارات المرورية. من هذا المنطلق اخذ الطالب في قسم التقنية الإلكترونية بكلية التقنية بمحافظة وادي الدواسر نايف عبده عاتي على عاتقه البحث عن حلول ملائمة لهذه المشكلة دون الرجوع إلى قوة القانون وإصدار المخالفات المرورية، ليبتكر في النهاية جهازا يقطع شبكة الهاتف الجوال عن السائق ومن معه من الركاب فور إدارته محرك السيارة، لتعود الشبكة فور إطفاء المحرك. الفكرة والتكلفة يقول نايف عبده عاتي: طرحت الكلية التقنية ظاهرة الحوادث المرورية بسبب استخدام الجوال على شكل مسابقة، فاقتصر تفكيري على ابتكار يُرغم قائد المركبة على عدم استخدام الجوال أثناء القيادة بطريقة تقنية لا تترك له الخيار، فخلصت إلى جهاز يقوم بقطع الإرسال والاستقبال من شبكة الجوال داخل نطاق السيارة طالما كانت السيارة أو المركبة في حالة تشغيل، ويعود مباشرة بعد إطفاء محرك السيارة. نايف بعد تطبيقه الجهاز على نموذج تجريبي ويضيف: يتكون الجهاز من مجموعة من الشرائح والعناصر الإلكترونية التي تُولد التردد المماثل لتردد شبكة الجوال المستخدمة بالمملكة وإرسال إشعاع هذا التردد في دائرة قطرها خمسة أمتار يزيد أو يقل قليلا وبالتالي يحُدث اعتراضا وقطعا لتردد شبكة الهاتف، وهما منفذان على لوحة الكترونية بقياس 10سم 7Xسم، ويعمل الابتكار من بطارية السيارة بعد ارتباطه بمفتاح تشغيل وإطفاء السيارة. ويؤكد عاتي أن صاحب السيارة يستطيع تركيب الجهاز في أي مكان سواء في الأمام أو الخلف أو الوسط مع الأخذ في الاعتبار الارتباط بمفتاح تشغيل السيارة، مشيرا الى أن بعض المكونات الالكترونية للجهاز مستوردة والبعض الآخر متوفر في السوق المحلي، وتكلفتها الصناعية تتراوح بين 100 و 150 ريالا فقط ، مع إمكانية تخفيضها بنسبة 30% حال إنتاجها بكميات كبيرة. القبول والرفض استغرقت مراحل التفكير والدراسة والبحث وتجارب التنفيذ لإخراج الجهاز المبتكر على صورته التجريبية ما يقارب العامين، ويشير عاتي الى قبول الفكرة من البعض ورفضها من البعض الآخر، وتركزت الاسئلة على موقف صاحب السيارة عندما يتعرض لظروف قهرية اثناء القيادة والإجابة ببساطة، يقف في أقرب مكان على جانب الطريق ويقوم بإطفاء محرك السيارة وبالتالي يعود هاتفه الجوال للعمل مرة أخرى ومن ثم يقوم بإجراء اتصالاته بشكل آمن، مؤملا أن يقنع الجهاز اصحاب السيارات للتخلي عن هذه العادة السيئة عن قناعة ودون إرغام. أكد عاتي جاهزية ابتكاره للتركيب والتشغيل والاختبار على سيارة حقيقية، كونه استوفى جميع مراحل التشغيل والتجريب. مطالبا إدارة المرور بدراسته وتنفيذه على أرض الواقع للمصادقة عليه واعتماده، موجها شكره لعميد الكلية المهندس مرزوق بن محمد الدوسري ومدربي القسم.