ربط الشيخ الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي مفهوم القبيلة بمعايير إسلامية دينية راسخة تستقي من قول الله تعالى :( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) في فكرة بعيدة عن معانيها التي تقود إلى العصبية والحمية. وأوضح في كلمة ألقاها في حفل جائزة ماضي الهاجري للتميز في دورتها الثالثة بالمنطقة الشرقية والخليج أن مجتمعنا السعودي مجتمع قبلي وستظل القبيلة هي أساس التركيبة الاجتماعية كونها في الأصل لا تتعارض مطلقاً مع كل المفاهيم الوطنية نصاً كما جاء في القرآن الكريم الذي اعترف بوجود القبائل لكن يبقى المعيار الرئيس فيها التقوى لمن هو الأفضل. وقال الشيخ المطلق إن القبيلة تلعب دورا مهما في المجتمع السعودي فهي تمثل وحدة بناء ورافد من روافد الإسلام الذي حارب العصبية ونبذ الفرقة بيد أنه يحث الناس على صلة الرحم ويكون العقاب من الله سبحانه وتعالى لمن يقاطع رحمه ولا يصلهم , مشيرا إلى أن الرحم موصول ماعرف الإنسان نسبه وصلات القرابه التي تربطه بأهله وعشيرته وبه يظل الترابط بين أفراد الأسرة والعائلة وأبناء القبيلة الواحدة . وركز في كلمته على قدرة الإسلام وسماحته الذي جعل تكوين الأسرة غالبا نواة لامتداد مجتمع القبيلة والعائلة معا فهي البوتقة التي تحوي كما هائلا من القيم والمبادئ النبيلة والرائعة والكفيلة بصيانة المجتمع من التدهور، والحفاظ على القيم الاجتماعية والتي هي في الغالب من مبادئ ديننا الحنيف . وشكر في نهاية كلمته الشيخ ماضي الهاجري رئيس مجلس أمناء الجائزة لما يقوم به من جهود مباركة في الحث على التميز والتفوق والتي هي سمة من سمات المجتمع الواعي والمدرك لدوره مطالباً في ذات السياق بأن ترعى الجائزة إلى جانب التكريم رسما للخطط التي يستطيع بها التميز الاستمرارية بعد توفيق الله وعدم التعرقل في منتصف الطريق . الهاجري والشيخ المطلق يكرمان أحد المتميزين في المقابل أشار الدكتور إبراهيم السماري المستشار بالديوان الملكي في كلمة المحتفى بهم أن التفوق العلمي أصبح السمة الأساسية لأبناء هذه البلاد الطاهرة منذ عشرات السنين، مستشهداً بما يحظى به قطاع التعليم من رعاية واهتمام من لدن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، الذين جعلوا أكبر استثمار لهذا الوطن هو إعداد أبنائه وتسليحهم بالعلم النافع انطلاقاً من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وذلك ايماناً منهم بأن الأمم لاتنهض بدورها في خضم هذه التحديات العصرية والتقنيات العلمية الا بالعناية والاهتمام بالعلم وأهله. ثم أعقبه كلمة الطلاب المكرمين ألقاها الطالب ماجد الهاجري شكر من خلالها صاحب الجائزة وجهوده التي أينعت ثمارها في التنافس على الحصول عليها وجعلها علاقة تميز في حياتهم الدراسية والعلمية بمشيئة الله تعالى . من جهته أكد رئيس مجلس أمناء الجائزة ماضي بن محمد الهاجري خلال كلمته في الحفل حرص ولاة الأمر على دعم العلم والتعليم إيماناً منهم حفظهم الله بأهمية العلم كونه اللبنة الأساسية في بناء الإنسان وخطوة أولى في طريق التميز وحجر الزاوية للارتقاء بالمجتمعات. وأضاف إننا في المنطقة الشرقية منطقة الخير نتشرف ونعتز بجائزة سباقة في تكريم المتميزين في العلم تبناها أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، الذي كان ومازال سباقاً في تشجيع وتكريم المتميزين في كافة المجالات من أبناء هذا الجزء الغالي من وطننا المعطاء. وأشار إلى أن عدد المكرمين قرابة 68 مكرماً في مختلف فئات وفروع الجائزة. كما كرم رئيس مجلس الأمناء الهاجري مدير عام التربية والتعليم الدكتور عبدالرحمن المديرس وكذلك الشيخ الدكتور عبدالله المطلق والتقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.