اختراق المناهج والمقررات كذلك الذي حدث في إحدى المواد الدراسية، وتحدث عن مضار ابتعاث طلابنا للخارج، أصبح أمرا مألوفا، ولكني لا أتبنى مبدأ المؤامرة في هذا الصدد، وإن كنت لا أنفي وجود أياد خفية تعبث بالمناهج والمقررات، ومن هذا القبيل الكتاب المثير الذي صدر عن مركز اللغة الإنجليزية بجامعة الطائف، وتضمن صورا فاضحة لنساء عاريات، علما بأن الكتاب يدرس لطلاب المستويات بكافة أقسام الجامعة، وقد كلف مدير الجامعة عميد القبول والتسجيل بالجامعة الدكتور هشام الزير بمتابعة الأمر على أن يتم تلافي الصور الواردة بالكتاب وإحلال رسومات كرتونية محلها، وقد تم تنفيذ تعليمات مدير الجامعة، أما طلاب الجامعة فمن ناحيتهم فقد استغربوا أن يدرسوا أحد مستويات اللغة الانجليزية من خلال كتاب يحمل صورا لنساء عاريات وقصصا جنسية دون أن تتخذ الجامعة أي إجراء فور اعتماد الكتاب كمقرر لدراسة اللغة الانجليزية، وقد أعربوا عن رفضهم له، وبعد نحن نسمع منذ مدة طويلة عن لجان ألفت لفرز المقررات المدرسية وتنقيتها من الأفكار التي تحض على الإرهاب وكراهية الآخر والعنصرية، ولكن رغم كل هذه اللجان فمازلنا نسمع بين الفينة والأخرى عن أفكار تتسلل إلى هذه المقررات، ولا تخدم غير الإرهاب والتكفير، ويبدو أن عملية الفرز لا تنتهي فكل يوم يلد جديد يستوجب الفرز، ووجود صور إباحية وقصص جنسية في كتاب يدرس لطلبه كلية الشريعة دليل على جرأة هؤلاء الذي يتسللون إلى مقرراتنا ويدسون فيها سمومهم، فهل من رادع لهم.