يظهر من خلال الحديث عن الملح لربة الأسرة ان إعداد طعام أسرتها باستخدام أغذية طازجة من اللحوم والبقول والحبوب والخضروات بأنواعها هو أولى الخطوات العملية السليمة للحد من تناول أفراد أسرتها للملح، ذلك أنه يقلل أكثر من نصف كمية الملح المتناولة عادة من قبلهم، وإذا ما قللت هي تدريجياً من كمية الملح التي تضيفها أثناء الطهو فإنها تسهم في تعديل مزاج الأكل المالح لدى أفراد الأسرة نحو الأفضل، وتقلل بالتالي من حاجتهم إلى الطعم المالح للأكل، بما يقلل الحاجة مع مرور الوقت إلى إضافة الملح للطعام بالملاحة أثناء تناول الوجبات الغذائية. وبهذا يظهر للقارئ الكريم ان تصور حمية تناول الملح من خلال تقليل أو عدم استخدام الملاحة أثناء تناول الطعام لا يكفي، بل هو أقل شأناً من بين مصادر الملح المضاف إلى الطعام كما تقدم. وفي هذا يقول الدكتور «شوتر» في بحثه المتقدم: «بالنظر إلى وجود الصوديوم بشكل واسع في الأطعمة المختلفة في هيئتها الحديثة فإن حمية تقليل تناول الملح يصعب تطبيقها، ومع ذلك فإنه يمكن تحقيق تقليل كبير لكميات الملح المتناولة مع الطعام عبر تجنب الأطعمة المالحة (كالمخللات والزيتون المالح ومشتقات الألبان المالحة وكذلك الأسماك أو اللحوم المملحة) أي بشكل أساس: تجنب الأطعمة المعدة بطريقة صناعية ذات المحتوى العالي من الملح».