منذ عهد الرئيس الأسبق الجنرال شارل ديغول والحكومة الفرنسية تعيش صراعاً مستمراً من اجل تنقية اللغة الفرنسية من الألفاظ الإنجليزية والأمريكية الدخيلة على تلك اللغة, مع المحافظة على سلامة اللغة الفرنسية من حيث نقائها وأصالتها. ومن المعروف أن عدداً من الكلمات والمصطلحات باللغة الإنجليزية قد تسللت إلى اللغة الفرنسية مثل : ويك إند - جامبو جيت - باكيج تور - ماركتنج - فاست فود - تريد شو - باركنغ - جوغينج - وغيرها كثير من هذه الكلمات , ما يهدد هذه اللغة وغيرها من اللغات الأخرى بالغزو الثقافي والعلمي للغة الإنجليزية . ولهذا فإن فرنسا تحاول أن تقلل من هذا الغزو والسيطرة اللغوية بقدر الإمكان, وتطلب من الباحثين في الجامعات كتابة أبحاثهم باللغة الفرنسية فقط , وذلك بعد ماتبين أن حوالي 70 % من الأبحاث العلمية الفرنسية تنشر باللغة الإنجليزية !! وقد شكل رئيس وزراء فرنسا الأسبق شابان دلماس منذ أكثر من 40 عاماً (1970م) ( لجنة المصطلحات) من 40 عضواً في الأكاديمية الفرنسية لبدء تنقية اللغة الفرنسية . كما أصدرت المحكمة الفرنسية في عام 1970م حظراً على تداول عدد من الكلمات الإنجليزية في المكاتبات الرسمية مثل فيتشر - زوننغ - ون مان شو ، وتم استثناء كلمة بايبلاين (انبوب النفط) فقط على ان تنطق بلهجة فرنسية (بيبلين) . وفي عام 1976 أصدرت وزارة الدفاع الفرنسية أمراً بمنع استخدام حوالي 200 لفظة إنجليزية في المكاتبات الرسمية أو المكاتبات بين الجنود الفرنسيين . ومع ذلك , فإن الألفاظ والمصطلحات الإنجليزية لا زالت شائعة في اللغة الفرنسية بشكل واضح , بالرغم من أن الكثيرين ينطقونها بلهجة فرنسية محببة . وقد أحصى أحد علماء اللغة حوالي (2700) كلمة إنجليزية لا تزال تستخدم في اللغة الفرنسية المتداولة . ترى هل هناك إحصائية لعدد الكلمات والمصطلحات الإنجليزية الموجودة والمستعملة في اللغة العربية؟ فهل هذا قصور من اللغات الأخرى ؟! أو أن الأمر يتعدى ذلك إلى السيطرة الثقافية والعلمية والاقتصادية ؟! فمتى يكون للغة العربية دور في حياتنا العلمية والأكاديمية وفي سائر مناحي الحياة؟؟!