نفتخر نحن السعوديين أن نرى قائمة الوكيبيديا (Wikipedia) وقد تصدرها تصويت المرأة السعودية suffrage) في 2015 شامخا بين أسماء بلدان عريقة في منح المرأة حق التصويت والترشيح منذ عقود طويلة. انه خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يوم الأحد في 25 سبتمبر 2011 الذي زلزل الأرض من تحت أقدام المشككين في قدرة السعودية على تفعيل مشاركة المرأة في شؤون الدولة بمنحها حق التصويت والترشيح لمجلس الشورى والانتخابات في المجالس البلدية المحلية. انه فعلا منعطف تاريخي يبرز دور المرأة السعودية ويلغي تهمشيها ويستحق أن يكون عيدا وطنيا يطلق عليه يوم تصويت المرأة. انه قرار المساواة والعدالة بين أفراد المجتمع بغض النظر عن نوع الجنس وفرصة كبيرة للمرأة لترشيح نفسها لمجلس الشورى في الدورة القادمة بناء على قدراتها ومؤهلاتها. هكذا وصفت صحيفة واشنطن بوست إعلان الملك عبد الله عن ترشيح المرأة بأنه امر في غاية الأهمية لتوسيع دور المرأة وضمان لحقوقها السياسية وإنها كانت مفاجأة سارة، أما موقع (ذا اكونمك تايمز) وصفه بأنه يشكل خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة للمرأة السعودية. فلا شك إن تصويت وترشيح المرأة يمهد الطريق لها أن تعمل في مجالات عديدة كانت فقط محصورة على الرجل، مما يوسع من مجالات عملها ويقضي على البطالة القسرية بين النساء اللاتي بلغ عددهن من عمر 15 سنة فأكثر 5,900,938 أنثى من إجمالي عدد المؤهلين للعمل من ذكور وإناث البالغ 11,790,990 فرد أي إن هذه الفئة العمرية المؤهلة لدخول في سوق العمل يمثل منها النساء أكثر من 50% في 2009 حسب مصلحة الإحصاءات العامة، بينما حجم القوى العاملة السعودية لا يتجاوز 4,286,515 عاملا منها 705725 أنثى أي إن نسبة مشاركتهن هي 16% فقط وهذي نسبه متدنية للغاية، حيث لم يدخل سوق العمل ما نسبته 88% من إجمالي النساء فوق 15 سنة وذلك لمحدودية مجالات عملهن المتشبع. أن النساء اللاتي يبحثن عن فرص عمل بعد ارتفاع نسب الطلاق والعنوسة بينهن قد تصاعد وفي استمرارية في ظل تغير أنماط الحياة وارتفاع تكاليف المعيشة وتأثير المدنية التي تقرع أجراس الخطر بأن الحياة الاقتصادية أصبحت عاملا فوق كل شيء يحدد مستقبل الفرد ومكانته الاجتماعية حتى إن المرأة العاملة فرصتها في الزواج أصبحت أكثر بكثير من التي لا تعمل مما يقلل من نسبة العانسات. لقد كشف برنامج حافز الذي تقدم إليه 1.5 مليون فرد تمثل النساء 800 ألف امرأة وبتأكيد هناك الكثير منهن لم يتم تسجيلهن لأسباب عديدة فهل من المعقول أن يبقين على إعانة البطالة لمدة عام ثم لا يجدن فرصة عمل بعد ذلك. ان الظروف المعيشية قد تغيرت وأصبح دخل أب الأسرة لا يكفي وفي حاجة إلى مشاركة ابنته أو زوجته في دعم معيشة عائلته اليومية. إن منح المرأة المزيد من حقوقها في المشاركة والعمل له منافع اقتصادية واجتماعية عظيمة منها تحقيق دخل يكفل لها معيشة شريفة ويرفع من قوتها الشرائية مما يدعم توسع قطاع الأعمال ويرفع من نموه مع توفر العمالة المؤهلة من النساء اللاتي على استعداد لدخول سوق العمل. إن التجارب العملية في بعض الشركات والبنوك برهنت على قدرة المرأة السعودية على العمل وارتفاع إنتاجيتها مقارنة بالرجل وأكثر انضباطا في أداء عملها مما يحفز المنشأة الخاصة على توظيفها بصدر رحب في مجالات عدة. إن الباب تم فتحه ولا بد من تثبيته حتى لا تغلقه رياح الخريف ضمن آليات يمكن تنفيذها وتعزيز مشاركة المرأة بخطى متسارعة نحو مستقبل مشرق لها دون تردد في عدم قدرتها أو انضباطها الشرعي خلال ممارستها لأعمالها.