خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا يتوقف عند عقبات العصر ولا يرى فيه مكانا للمتخاذلين والمترددين. ملك يرفض تهميش المرأة في المجتمع السعودي ويؤمن بتمكينها وبأهمية مشاركتها في صناعة المجتمع السعودي يعرف مكانته في العالم. إعلانه حفظه الله الأسبوع الماضي على رفع سقف مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضواً وحصولها على مقعد اعتبارا من الدورة القادمة ودخولها في الدورة القادمة للانتخابات البلدية وترشيح نفسها لعضوية المجالس البلدية كان انتصارا للمرأة السعودية ومساواتها بأخيها الرجل في تحقيق مبدأ العدالة في المشاركة المجتمعية وخاصة في الانتخابات البلدية. إقصاء المرأة السعودية منذ الدورة الأولى في انتخابات البلدية عام 2004 عن المشاركة (كناخبة) كانت صدمة متوقعة لأن البعض في المجتمع لم يعِ بعد (بثقافة الانتخاب) ويعتقد أن انتخاب المرأة لأخيها الرجل هو اختلاط وكأنما الأحياء لا يسكنها سوى رجال!! هذه الاسطوانة المدمجة تظهر مع كل تطوير وتحديث في المجتمع، ولكن كان صوت المواطنة أعلى من أي صوت آخر لذا مرت الانتخابات الأولى ولم تيأس إنما زادت العزيمة وهيأت المرأة السعودية نفسها للجولة الثانية وأنها شريك في التنمية ورقم صعب لا يمكن اختزاله بأي حال من الأحوال وظهرت مبادرات نسائية ممنهجة قائمة على منطلق يداً بيد لخدمة بلادها واقتسام ترابه مثلها مثل الرجل، وقد كانت (حملة بلدي) الوطنية التي تأسست من مجموعة من ناشطات سعوديات استطاعت تحريك المطالبة بضرورة إشراك المرأة في الانتخابات البلدية وأن المرأة مواطن كامل الحقوق قادر على المشاركة وأن قرار إبعادها عن الانتخابات البلدية عزز المطالبات عضوات في الحملة بضرورة التوجه إلى المراكز البلدية والمطالبة بالحصول على بطاقة الناخب، وقوفهن أمام المراكز ومنعهن من الدخول لم يكن نهاية المطاف إنما البداية التي صنعت تاريخ المشاركة، فما كان من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلا أن مد يده الكريمة ومنحها بطاقتي العبور كناخبة ومرشحة فأي الكرامتين أجمل من ذلك فلك أن تختاري أيتها المرأة السعودية منها ما تشائين.