نشرت «نورتن» التابعة لشركة «سيمانتك» المتخصصة في أمن وحماية المعلومات ، تقريرها عن أنشطة الجريمة الإلكترونية الذي تضمّن دراسة تحليلية مفصّلة لأنشطة الجريمة الإلكترونية التي تستهدف المنظومة الرقمية الإماراتية؛ حيث أظهر التقرير أن شخصين، على أقل تقدير، من القاطنين بدولة الإمارات يقعان ضحية أنشطة الجريمة الإلكترونية في الدقيقة الواحدة بفعل الفيروسات ورسائل التحايل الإلكترونية، وهجمات تصيّد المعلومات السرية والمصرفية وغيرها. وفي ضوء هذه الأرقام المقلقة، قدّم خبراء «نورتن» تحليلاً موجزاً لسلوكيات المستخدمين في الإمارات والتدابير التي يتعين عليهم اتخاذها لحمايتهم من أنشطة الجريمة الإلكترونية. تقرير «نورتن» يدق ناقوس الخطر مع بلوغ التكلفة المترتبة على أنشطة الجريمة الإلكترونية التي تستهدف المستخدمين بدولة الإمارات حاجز 2.3 مليار درهم خلال 12 شهراً الماضية.. وقال تميم توفيق رئيس مبيعات الحلول الاستهلاكية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى «سيمانتك»: "تعتمد أعداد متزايدة من القاطنين في الإمارات على الإنترنت، سواء في حياتهم المهنية أو الخاصة، فبالإضافة إلى إنجاز مهام العمل، يعتمد كثيرون على الإنترنت للتواصل مع الآخرين عبر شبكات التواصل الاجتماعية، وكذلك للتسوّق وإنجاز الأعمال المصرفية عبر الإنترنت، وتظهر دراسة نورتن أن التدابير التي يتخذها المستخدمون لحماية أنفسهم مازالت غير كافية، ولا تواكب الزيادة المطردة في أنشطة الجريمة الإلكترونية المحدقة بهم. فثمة حاجة ملحّة لأن يأخذ المستخدمون الحيطة الكافية لحماية معلوماتهم الرقمية الشخصية، التي لا تقلّ أهمية عن ممتلكاتهم الشخصية المادية، خاصة وأن 84% من ضحايا الجريمة الإلكترونية في الإمارات قالوا إن أنشطة الجريمة الإلكترونية التي تستهدفهم تثير سخطهم واستياءهم تماماً مثل المواقف الفعلية في حياتهم اليومية". ويشير تقرير «نورتن» إلى أن أكثر أشكال الجريمة الإلكترونية انتشاراً في الإمارات هي الفيروسات أو البرمجيات الخبيثة التي تستهدف الحواسيب ومن السّهل تجنبها (بنسبة 51%، علماً بأن 65% منها حدثت خلال الاثني عشر شهراً الماضية)، تليها رسائل الاحتيال الإلكترونية (بنسبة 19%، علماً بأن 54% منها حدثت خلال الاثني عشر شهراً الماضية)، تليها هجمات تصيّد المعلومات الخاصة والسرية (بنسبة 18% ، علماً بأن 53% منها حدثت خلال الاثني عشر شهراً الماضية)؛ حيث تعتمد أنشطة الجريمة الإلكترونية على رسائل الاحتيال الإلكترونية وهجمات تصيّد المعلومات الخاصة والسرية لسرقة المعلومات المصرفية وبيانات البطاقات الائتمانية لاستغلالها في أغراض إجرامية. وعلى صعيد متصل، يحذر خبراء «نورتن» من أنشطة الجريمة الإلكترونية التي تستهدف الأجهزة النقالة والتي تمثل تهديداً جدياً يوماً بعد آخر؛ حيث يشير تقرير «نورتن» إلى أن قرابة 20% من كافة أنشطة الجريمة الإلكترونية في الإمارات تستهدف الأجهزة النقالة. ومع قيام قرابة 56% من مستخدمي الهواتف النقالة في الإمارات باستخدام هواتفهم النقالة للنفاذ إلى الإنترنت تتأكد الحاجة إلى أخذ الحيطة اللازمة مع ازدياد الهجمات التي تستهدف هذه الأجهزة تعقيداً وحدّة، وانتشارها بوتيرة متسارعة. وعدم اكتراث كثيرين في الامارات وتهاونهم في اتخاذ تدابير الحيطة اللازمة في وجه الهجمة الشرسة لأنشطة الجريمة الإلكترونية يجعلهم يبددون وقتهم وجهدهم لاحقاً، إذ يُظهر التقرير أن المستخدمين في الإمارات أمضوا خلال الاثني عشر شهراً الماضية ما معدّله 16 ساعة للمستخدم الواحد في محاولة للتغلّب على أنشطة الجريمة الإلكترونية وإزالة آثارها بطريقة مُرضية، وقد أشار 31% من المستطلعة آراؤهم إلى أن أكثر ما يثير سخطهم من أنشطة الجريمة الإلكترونية الوقت المُبدّد بسببها. وتشير التقارير إلى أن القاطنين في الإمارات يستخدمون الإنترنت بما معدّله 31 ساعة أسبوعياً، بينما يقول 42% منهم إنهم لا يستغنون عن الإنترنت في حياتهم اليومية. لذا، لابد أن يأخذ مستخدمو الإنترنت الحيطة الكافية مهما كانت المواقع التي يزورونها، خاصة وأن التقرير يشير إلى أن المستخدمين يبقون عرضة لأنشطة الجريمة الإلكترونية سواء أمضوا أكثر من 50 ساعة أسبوعياً أو ما بين ساعة وساعتين أسبوعياً.