اليونان اصبحت شوكة في دول الاتحاد الأوربي أو دول "اليورو"، فهي أصبحت اكبر دولة مدينة في اوربا بكاملها ، ورغم حملة الانقاذ التي تقودها أوروبا حيث ضخت هذه الدول ما يقارب 200 مليار يورو على دفعتين والدين اليوناني يفوق 300 مليار يورو ، فأصبحت الديون الآن خارج السيطرة بسبب تنامي الدين وفوائدة بلا توقف ، والحاجة الى تحقيق نمو اقتصادي يفوق مستوى نمو الدين وهذا متعذر الآن. فاليونان اقترضت بالبداية بما يفوق القدرة على السداد والتوسع بمستويات تفوق قدرتها على الوفاء بها ، وحين حدثت الأزمة الاقتصادية في سبتمبر 2008 وألقت بظلالها على دول العالم وصلت رياحها للدول الاوروبية مما انعكس على اليونان الاكثر ضعفا وهشاشة وتأثر النمو واستحقت الديون وبدأ تراكم الدين تباعا . استمرار الدعم الاوروبي لليونان المفلسة يبرر لسببين الاول دعما لبقاء اليورو يتنفس ويعيش ويستمر وأيضا دعما لبنوكها المقرضة لليونان خاصة ألمانياوفرنسا فهي تحرص على اليونان لكي يبقى اليورو وأيضا حفظ بنوكها من تداعيات إفلاس اليونان كدولة وبالتالي اثر ذلك على بنوكها المحلية التي قد تفلس بسبب تعثر اليونان وهذا مطروح على اي حال . حين نتحدث عن خروج اليونان من الاتحاد الاوروبي "اليورو " سنجد ان ذلك صعبا جدا ، للأسباب التي ذكرنا وأيضا اهمية الوحدة الآوروبية لكي لا تنتشر عدوى الافلاس ويصبح الحل هو الخروج بذلك سيتبعها البرتغال وايرلندا وأسبانيا وطبعا لكل دولة مشاكلها المنفصلة والمتباينة فهي لا تتماثل بالظروف والسوء، ولا يمكن المراهنة على خروج اليونان من اتحاد اليورو ليس بسبب اليونان نفسها التي من حسن طالعها أنها ضمن الاتحاد الاوروبي الذي يدعمها الان ، فخروج اليونان سيعني اهتزاز الاقتصاد الاوربي وسيكون لها تبعات سلبية كبيرة وهذا ما سيحدث ان حدث. وهذا ما استدعى فرنساوألمانيا الاستمرار بدعم اليونان التي قامت بتغيير وضعها المالي بتقشف قاسٍ وشديد تبعه مظاهرات وأزمة مع مواطنيها فهي تعني بطالة اكبر وفرصا اضعف . خروج اليونان من اليورو سيفقدها الدعم الاوروبي وايضا احجام المستثمرين وايضا تحقيق خسائر كبيرة وقاسية ان رجعت للعملة السابقة " الدراخما " فهي ستصبح عملة منهارة بعكس الوضع الحالي لليورو ، وهذا ما دفع مستثمرين لشراء حصص بنوك وتملك لها . بل ان الصين تدعم اليونان بشراء سندات يونانية دعما لليورو ليبقى مرتفعا مما يخدم العملة الصينية في النهاية و هذا ما لا يمكن حدوثة حين تكون بعملتها المحلية فستترك لمصيرها . لذا لا توجد مبررات جوهرية لخروج اليونان من دول اليورو فهو لا يخدم اليونان أو الاوروبيين وهذا ما ادى لاستمرار الدعم الكبير لها لحفظ الاقتصاد الاوروبي لا اليوناني من الانهيار بل وعم من دول خارج اليورو . وهذا من حسن حظ اليونان انها ضمن دول اليورو وتتمسك به بكل قوة.