شبه الرئيس علي عبدالله صالح ذات مرة حكم اليمن "بالرقص على رؤوس الثعابين". على مدى 33 عاما قاد صالح بلاده عبر حرب أهلية وانتفاضات وحملات لمتشددين وصراعات قبلية علاوة على الفقر. ويبدو أن ايام الرقص قد ولت هذا العام في ظل احتجاجات شعبية حاشدة استلهمت الثورات التي تجتاح العالم العربي. وقد وعد صالح مرارا بالتنحي ليتراجع في اللحظة الأخيرة في كل مرة. ووقع انفجار في دار الرئاسة في يونيو الماضي في محاولة اغتيال فيما يبدو مما أدى الى إصابته بجروح خطيرة، لكنه نجح في العودة الى جحر الثعابين يوم الجمعة ووصل الى العاصمة صنعاء في خطوة مفاجئة يقول محللون إنها تزيد احتمال تكريس اعمال العنف ونشوب حرب أهلية. وشهد اليمن احتجاجات شعبية تكثفت باضطراد ضد حكم صالح منذ يناير وبلغت ذروتها حين وقعت اشتباكات بين أفراد قبيلة حاشد والقوات الموالية لصالح في العاصمة وغيرها. وتحدثت الولاياتالمتحدة بصراحة عن مخاوفها بشأن من قد يخلف صالح حليفها في الحرب ضد تنظيم القاعدة بجزيرة العرب وهو جناح للقاعدة مقره اليمن. وتبين في الآونة الأخيرة أن حكم صالح لا يتزعزع فيما يبدو. في العام الماضي ضغط أنصاره من أجل إجراء تعديلات دستورية تسمح له بالترشح لولايات رئاسية بلا حد اقصى مدة كل منها خمس سنوات. وسرت تكهنات على نطاق واسع بأنه يعد أحد ابنائه ليكون خليفته المحتمل. في البداية قال صالح إنه لن يرشح نفسه لولاية رئاسية جديدة عام 2013 ونفى فكرة أن يخلفه ابنه ثم عرض إجراء استفتاء على دستور جديد بحلول نهاية العام والانتقال الى "نظام برلماني" ديمقراطي. لكن بعد مقتل 52 محتجا ومعظمهم سقطوا بنيران قناصة في مارس استقال عدد من كبار ضباط الجيش وشيوخ القبائل والدبلوماسيين والوزراء او أعلنوا انضمامهم لصفوف المحتجين. وينتمى كثيرون الى قبيلتي الأحمر وسنحان اللتين يرتبط صالح بصلة قرابة بهما وكان يعين أفرادهما في مناصب عسكرية وحكومية مهمة. ومنذ ذلك الحين شارف ثلاث مرات على التوقيع على اتفاق لنقل السلطة بوساطة دول خليجية ليتراجع في كل مرة في اللحظة الأخيرة مما أطال من أمد المواجهة. إلى ذلك، وضمن تطور الأحداث الأمنية قتل ثلاثة اشخاص في تعز جنوب غرب العاصمة اليمنية أمس في حين يستعد الشبان في صنعاء حيث ساد الهدوء الليلة الماضية للتظاهر ضد الرئيس علي عبد الله صالح. وقالت مصادر طبية وقبلية ان ثلاثة اشخاص قتلوا بينهم مسلحان من القبائل خلال اشتباكات مع وقات عسكرية موالية للرئيس في تعز (270 كلم جنوب غرب صنعاء). واكد سكان ان الحرس الجمهوري الذي يتولى احمد، النجل الاكبر للرئيس، قيادته عزز مواقعه في هذه المدينة التي كانت من اوائل المنتفضين ضد صالح عبر نشر اسلحة ثقيلة على التلال المحيطة بها. في المقابل، اطلقت القوات اليمنية النار قبل ظهر أمس على متظاهرين يطالبون بتقديم الرئيس صالح الى المحاكمة ما ادى الى مقتل شخص. وأكد مراسلون ان المتظاهر قتل باطلاق نار في الراس بينما كان يعتلي احد حافلات الركاب الصغيرة في مقدمة مسيرة يشارك فيها عشرات الاف، وكان ممسكا بمكبر للصوت ويطلق هتافات. كما اصيب ثلاثة اشخاص كانوا داخل الحافلة بجروح.