مع إطلالة اليوم الوطني لبلادنا الغالية، يجدر بنا أن نتوقف عنده طويلاً لنستعيد ذكريات الأمجاد والبطولات والتضحيات لمؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ونستعرض مسيرة أمة عظيمة ومنظومة بناء حضاري قل أن يشهد لها التاريخ مثيلاً.. منظومة تولاها بالرعاية أبناؤه الكرام وتصل ذروتها في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني أيدهم الله. ولأنه لا يمكننا في سياق مقال عابر أو كلمة موجزة أن نحيط بالمعاني الجليلة ليومنا الوطني ، فاننا نترك ذلك للدارسين والباحثين والمختصين في تسجيل تاريخ الأمم والحضارات كي ينهلوا من نبع لا ينضب من الدروس والدلالات التي يحملها ذلك اليوم الخالد ويضيفوا وبشكل مستمر المزيد الى أمهات الكتب التي تحفل بكنوز المعرفة حول المراحل المتتابعة للبناء الحضاري لهذا الوطن المعطاء.. لكننا، في نفس الوقت، نحاول في هذه العجالة أن نشير إلى بعض ملامح الصورة التي يحملها إلينا يومنا الوطني في كل عام. نعم.. إنها الصورة الجميلة التي تتفاعل فيها الألوان والظلال والمعاني لترسم لنا بلغة الريشة والقلم، الجوهر الكامن خلف يوم الوطن الذي يؤكد بجلاء أنه يوم ليس كغيره من الأيام لأنه يتجاوز الإطار الزمني إلى واقع نعيشه كل يوم.. يوم الوطن هو التأسيس وبناء الركائز الأولى على هدى من شرع الله الحنيف ثم الانطلاق إلى ترسيخ دعائم البناء بتوحيد الأرجاء والحد من مظاهر الفرقة والشتات ثم تمهيد الطريق لأبناء تشرفوا يحمل راية التوحيد وواصلوا مسيرة البناء والعطاء. يوم الوطن.. هو التنمية التي تتواصل في كل مكان من مملكتنا الحبيبة.. هو الازدهار الاقتصادي في بلادنا.. هو عشرات الآلاف من المزارع والمصانع وصروح الإنتاج بعلامة "صنع في المملكة العربية السعودية" التي نعتز بتواجدها في مختلف أنحاء العالم.. يوم الوطن.. هو البنية الحضارية من طرق ومواصلات واتصالات وموانىء ومطارات.. هو الرواج التجاري والتطور الاقتصادي والتطور السياحي.. هو كل شيء ينبض بالخير على أرض الخير. يومنا الوطني.. هو الحاضر الزاهر الذي تشهده بلادنا الحبيبة في ظل باني نهضتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- الذي ينطلق ببلادنا إلى حيث التقدم والريادة بين الأمم في عالم اليوم. يومنا الوطني.. نعيشة في كل يوم تحقق فيه بلادنا المزيد من الإنجازات على يد مليكنا المحبوب -حفظه الله- الذي لم يدخر وسعاً في إعطاء الأولوية المطلقة لبناء الإنسان السعودي تعليماً وتأهيلاً وابتعاثاً وجعل من بلادنا منارة للعلوم الحديثة والبحث العلمي المتقدم والازدهار الطبي .. قائد مقدام يسعى بنظرته الثاقبة الى الحد من الخلافات والصراعات برعايته الكريمة للحوار والتقارب بين الحضارات والثقافات بينما تتواصل جهوده أيده الله بلاحدود خدمة للدين الحنيف بتدشين أكبر توسعة عرفها التاريخ لبيت الله الحرام مع رعايته مشاريع التطوير الكبرى لمكة المكرمة ومنطقة المشاعر في سياق ما تقدمه الأيادي البيضاء من خير وعطاء ونماء في كل مكان من أرض الوطن الغالي؛ تلك هي الصورة المشرقة التي نستمتع بمعانيها وقيمهاالنبيلة ونحن نتأمل يوم الوطن. وختاماً..أتشرف بمناسبة يومنا الوطني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى عهده الأمين وسمو النائب الثاني -أيدهم الله- وإلى الشعب السعودي النبيل سائلاً المولى العلي القدير أن يعيده على بلادنا الغالية وهي تحقق المزيد من التقدم والرفعة والازدهار.. إنه سميع مجيب. * محافظ جدة