على الرغم من دعم المملكة لجميع شعوب الأرض تقريباً إلا أنها تتعرض بين فترة وأخرى إلى حملة إعلامية مضادة تستخدم فيها جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة. وغالبية تلك الحملات تأتي من ذوي القربى؛ أقصد بعض الدول العربية التي ساندتها المملكة كثيراً سواء من النواحي المادية أو المعنوية. إن غياب استراتيجية واضحة ومحددة للتصدي لتلك الهجمات والحملات المتكررة جعل من بعض الإعلاميين العرب والأوربيين التمادي في مهاجمة المملكة وبشكل علني فلا الإعلام الخارجي بوزارة الثقافة والإعلام قادر على القيام بتلك المهمة في ظل غياب واضح للقدرات المؤهلة والمتميزة إعلامياً وكذلك غياب الدعم المالي والمعنوي لقطاع يفترض أن يكون من أهم القطاعات الإعلامية المعنية بالرد على تلك الافتراءات ولا حتى وزارة الخارجية متمكنة من إيجاد حلول لتلك الهجمات خصوصاً وأن بعض المسئولين الإعلاميين في السفارات السعودية يساهمون بشكل غير مباشر في تمادي تلك الأصوات من خلال التصاريح التي تحمل طابع المجاملة المبالغ فيها لإعلاميي تلك الدول من خلال التصريحات أو اللقاءات الصحفية والتلفزيونية. في الأيام الماضية؛ ركز الإعلام الغربي على استحضار ذكرى أحداث 11 سبتمبر, وكانت التقارير التي تبث من الخارج ما زالت تصر على وصف الإنسان السعودي بالإرهابي وأنه يختزن في داخله جينات الإجرام والقسوة, وجاء ذلك عبر التقارير التلفزيونية والمقالات الصحفية والرسوم الكاريكاتورية, وكل هذا يمكن فهمه من إعلام بعيد لا يعرف عنا سوى الصورة النمطية المشهورة, لكن المؤسف أن تأتي ذات الصورة المسيئة من إعلام قريب ينتمي لنا. فقد كانت هناك تقارير أخرى مصدرها الداخل السعودي أظهرت مجتمعنا على أنه مجتمع ذئاب بشرية يتحين أية فرصة ليجهز على ضحيته؛ تجلى ذلك في التقارير والتحقيقات الصحفية التي رافقت خبر السماح للاستقدام من المغرب, حيث ظهرت التغطيات الإعلامية بشكل يسيء للسعودية والمغرب على حد سواء, وساهمت بشكل مباشر على تأكيد الصورة النمطية التي يتغنى بها الإعلام الغربي, كما أعطت الدول الأخرى التي لديها مشاكل "عمالية" مع المملكة ذريعة ضد مجتمعنا, مجتمع "الذئاب البشرية", حيث نشرت تخوّف السعوديات من استقدام المغربيات بحجة أننا نحن الرجال السعوديين سنفترس تلك العاملات الفقيرات!. هذه التقارير المحلية مع ما ترسمه من صورة سيئة للمملكة, تثبت غياب الاستراتيجية الإعلامية الموحدة في سبيل تحسن صورة المملكة, كما تثبت أن الإعلام المحلي هو الأولى بتصحيح الصورة لأن ما ينشر فيه يعتبر وثيقة لكل الجهات الخارجية المتربصة بنا شراً. وأنا هنا لا أدعو أو أطالب بتصوير المجتمع السعودي على أنه مجتمع ملائكي أو مثالي بل أدعو إلى الحرص فقط على عدم تعميم الحالات الفردية الشاذة على جميع أفراد المجتمع, خاصةً في القضايا التي لها علاقة بالتعامل الإنساني مع الشعوب.