بعد نهاية الجولة الأولى من دوري "زين" السعودي للمحترفين الذي يمثل قمة المنافسة الحقيقة للموسم الرياضي إذ يعد المسابقة الأهم والأقوى والهاجس الأول لجميع الفرق ومطمع جماهيرها التي تحتاج إلي نفس طويل وجهد مضاعف وأداء مميز سيتضح معها عمل إدارات الأندية خلال فترة الصيف ورؤيتها والوعود التي كانت تطلقها، لذلك سنشاهد بعد أكثر من جولة منعطفات مهمة تبدأ معه تساقط الأوراق وخيبة الأمال ودخول بعض الفرق في مرحلة حرجة وخروج كثير من المشاكل والتخبطات على السطح داخل الأندية أو من الحكام أو اللجان وتبدأ معها الأعذار التراشق الإعلامي ما سيؤدي إلى كثير من التوتر في بيئة رياضية محتقنة لا تحتمل الإخفاق وجاهزة للتشنج قد بفقد معه بعضهم أعصابهم وانضباطهم وبالتالي الخروج عن النص.. وسنلاحظ ذلك في التصاريح الإعلامية ليرمي كل الكرة في ملعب الآخر وتعليق الأخطاء على شماعة غيره سيظهر معها احتقان وتذمر الجماهير. وبالتأكيد سيلعب الإعلام لعبته وهنا هي النقطة المهمة التي من خلالها سوف تزداد معها حدت التوتر تخرج فيه الرياضة عن رسالتها وتأخذ منحى آخر التي قد يراها البعض إثارة مطلوبة يحتاجها إي دوري قوي، إلا أنه ما نحتاجه فعلا من إثارة هو ما يدور داخل الملعب من خلال المستويات الفنية الراقية والتنافس الشريف والحضور المتميز والتواضع عند الفوز وتقبل الخسارة والأخلاق العالية. هنا أجدها فرضة مناسبة للجميع لطي صفحة سابقة وفتح جديدة يكون عنوانها احترام الأنظمة وتقدير المنافسين والانضباط في كل التعاملات وتفهم ثقافة المجتمع وتقاليده، وأن يكون رؤساء الأندية قدوة في عملهم وتصاريحهم وترسيخ ذلك في الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين وأن يتفرغ كل منهم لمهمته، وأن يكون الإعلام شريكا فعالا يساهم في احتواء الشارع الرياضي ويلعب دورا مهما في إيصال المعلومة والخبر بعيدا عن التجريح وتأثير الميول والتأجيج وأناشد الجماهير على نبذ التعصب وضبط النفس والسلوك، وأن يكون تواجدها من أجل المساهمة والمساندة. وأتمنى من جميع اللجان والأجهزة والهيئات الرياضية التابعة لاتحاد كرة القدم التركيز في عملها بما يخدم الرياضة حسب اللوائح والقوانين والكيل بمكيال واحد والابتعاد عن الاجتهادات الشخصية وتضارب القرارات. وأذكر الشارع الرياضي بالمحبة والسلام والأخلاق من خلال حملة "الاحترام" والتنافس والعمل واحترام الأنظمة من خلال "ميثاق الشرف" الذي من خلالهما سنظهر بصورة راقية يتفرغ معها الجميع لأداء رسالتهم مما سوف ينعكس على رياضتنا وسمعتها ومكانتها. مجلس استشارات اتحاد كرة القدم يحتاج كل عمل مهما وصل عمقه من دراسة وتخطيط وأفكار إلى مزجه بالخبرات ليكتسب بذلك بُعد يعطي له نوع من القوة ويضفي عليه صفات إيجابية وتجعله يتخلص ويتخطى كثيرا من السلبيات، إذ تعطي تسخير تلك الخبرات والاستفادة منها لتطبيق أي خطط يراد طرحها حضوراً أقوى لهذا العمل واختصاراً لكثير من الوقت وتفاد لكثير من المشكلات، ومن هنا أطرح فكرة إنشاء هيئة استشاريه رياضية مستقلة أو مجلس رياضي منفصل تحت مظلة إتحاد كرة القدم له نظامه الخاص وبرامجه ولوائح وآلية عمل، يضم نخبة من أصحاب الخبرات ورواد الفكر في المجال الرياضي من أكاديميين ومتخصصين ولاعبين وإداريين وإعلاميين وغيرهم من الذين خدموا الرياضة المحلية في أي مجال وذلك حسب معايير وشروط تشمل السيرة الذاتية مثل سنوات الخبرة في المجال الرياضي واللجان التي عمل بها والمؤهل الدراسي وعدد المباريات الدولية والإنجازات الخاصة والإبداع في مجاله الأكاديمي أو الإعلامي أو غير تلك الشروط وذلك للانضمام للمجلس أو لمن يتقدم بطلب الانضمام له. ويكون لهذا المجلس مقر خاص داخل اتحاد كرة القدم أو خارجه وعدد محدد من الأعضاء "مثلاً حدود خمسة وعشرين عضوا" وله رئيس وهيكل إداري متكامل ومنظومة عمل واضحة كمرجع رياضي استشاري لاتحاد كرة القدم بشكل خاص والأندية والمراكز الرياضية والإعلام الرياضي بشكل عام، وتعطى لمنسوبيه برامج داخلية تطويرية وانتدابات خارجية لمشاهدة المسابقات والبطولات الخارجية والاستفادة منها وحضور بعض اللقاءات والدورات القارية والدولية والبرامج الخاصة بالفيفا. ويدعى إلى اجتماع شهري يهدف إلى مناقشة كل المستجدات والأحداث الرياضية ويتم تقيمها ورفع الأفكار والمقترحات وكذلك تستعرض الدراسات والخطط المقترحة من اتحاد كرة القدم بصفته مجلس استشاري له وتدوين الملحوظات عليها والتوصيات ورفعها مرة أخرى، والنظر في اقتراحات واستشارات الأندية الرياضية. كما يشارك المجلس بالتصويت لاختيار الفريق الأفضل والنجم لكل جولة من الدوري وتقييم الحكام والمشاركة في برامج الحوارات الرياضية، وينتدب أعضاؤه لزيارة الأندية الرياضية والاجتماع بمسؤوليها وتبادل الأفكار والخبرات معهم، ومرافقة بعض الوفود التي تمثل الرياضية خارجيا وكذلك زيارة القنوات الرياضية المتخصصة والصحف والمجلات والمدارس وإقامة الدورات والمحاضرات والندوات والإشراف عليها ونشر الوعي الرياضي والمشاركة والمساهمة في كل ما يخدم الرياضة.