تقول حكمة صينية : ابتسم عندما ترد على الهاتف ، فالمُتصل يشعر بذلك في صوتك . لكن البعض في بلادنا يتعمّد التجهم ، والنبرة القاسية . من تبي ؟ من معي ؟ من اللي بتكلم ؟ ... وهكذا . ومرّ زمن أطلق عليه أحد المجامع اللغوية اسم " المسرّة " لكن التسمية لم تدم طويلا . وأطلق العرب على البيجر كلمة " النداء " لكنها لم تُستعمل . وكذا كلمة " الناسوخ " على الفاكس ، وقلّ من يستعملها. وسوف تُثير ملاحظتكم أننا في الاستجابة لدقات الهاتف لا زلنا نستعمل الكلمة " هالو " . رغم أن البعض استجاب لدعوة البدء بالسلام التي حثت عليها تعاليم الإسلام قرآناً وسنة وأثراً . وجاء بعض أصحاب الاشتقاقات المفرداتية بأنها الأصل للكلمة العربية " أهلا" أو " هلا " . لكنني لم أعثر على دليل يؤيّد ما ذهب إليه أولئك المجتهدون. فالكلمة " هالو " جاءت إلى الإنجليزية عام 1883 م . بديلًا عن كلمة " هولا holla " . وهي صيحة لجذب الانتباه . ويعود تاريخها إلى 1400م أما قاموس ( فولوار ) فقد أورد : Fowler lists halloo, hallo, halloa, halloo, hello, hillo, hilloa, holla, holler, hollo, holloa, hollow, hullo جراهام بيل ، مخترع التلفون ، كان اقترح كلمة (آهوي) ahoy . وفي العام 1889 م كانت العاملات بالبدالة (السنترال) يُسمين (فتيات هالو) . أو Hello – girls . وعلى صفحات دليل الهاتف الورقي اللندني يوجد تنبيه يقول : لا تقل هالو فقط ... قل من أنت .. قصده ذكر اسمك وعند البدايات الأولى للهاتف كان الناس يستعملون كلمة " زَهَمْ " أي في العامة طلب نداء . فيقال : زهم فلان فلانا ، أو على فلان . واليوم يقولون " يدقّ " .. ! . والأولى ليست لها صلة بالفصيح إلا فيما يتعلّق بالدهون والشحم . وأرى أن الكلمة الفصحى للمحادثة التلفونية ينطقها العراقيون حيث يقول الواحد للآخر : بكره أخابرك . أي سأتصل هاتفيا غدا . والباحث سيجد أن الكلمة تكاد تكون عامية في كل اللغات. والقول المفضوح في عاداتنا الأولى لمن استعملوا الهاتف الثابت أن يجاوب أهل البيت . فإذا سألت عن فلان يأتي الرد : من نقول له ؟ . لكن النقال قضى على تلك العادة المضيعة للوقت.