تحت عنوان "الثوار اكثر ممارسة للتعذيب من القذافي" نشرت صحيفة "ترود" الروسية في عدد اليوم مقالا جاء فيه أن 50% من نزلاء السجون الليبية هم من السكان المسالمين والمهاجرين الذين كانوا من مؤيدي معمر القذافي الهارب. وذكرت الصحيفة نقلا عن تقرير منظمة العفو الدولية "أمنستي انترناشيونال" أن الثوار يعذبون المعتقلين أملا بالوصول إلى أثر يؤدي إلى الزعيم السابق. لقد أوفدت هذه المنظمة الدولية المهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان خبراءها إلى ليبيا حيث أقاموا من فبراير وحتى يوليو من العام الجاري. ولقد توصل هؤلاء إلى استنتاجات لا تبعث على الارتياح، ذلك أن أساليب الصراع السياسي التي يختارها المجلس الوطني الانتقالي الليبي لا تختلف في شيء عن تلك التي يُتهم الزعيم المطرود معمر القذافي بممارستها. وفي لقاء مع الصحيفة يقول السكرتير الإعلامي لمنظمة العفو الدولية لشؤون الشرق الأوسط جيمس لينتش إن التقرير المذكور المؤلف من 107 صفحات يتحدث عن عمليات القتل والتعذيب التي يتعرض لها مؤيدو الجماهيرية، وكذلك عن خطر اندلاع نزاع عرقي مسلح. يقول جيمس لينتش ان 30 - 50 % من المعتقلين في سجون طرابلس والزاوية هم من العمال المهاجرين أي أنهم مواطنون أجانب، وليسوا من مقاتلي القذافي. وكثيرون منهم افادوا أنهم تعرضوا للضرب بالعصي وأعقاب البنادق، خاصة أثناء الاعتقال وفي الأيام الأولى من الحبس. وبالاضافة الى ذلك ثمة ما ينذر بحدوث تصفيات عرقية لأبناء قبائل جنوب الصحراء ممن يسمون بالليبيين السود. وتداولت وسائل الاعلام تأكيدات مفادها أن القذافي جنّد مرتزقة يافعين من ذوي البشرة السوداء، أتوا الى ليبيا كعمالٍ مهاجرين واستقروا في جنوب البلاد. ويضيف لينتش ان منظمة العفو الدولية برهنت ان ما أشيع عن استعمال قوات القذافي لأعداد كبيرة من المرتزقة الأفارقة في المراحل الأولى من النزاع، كان مبالغاً فيه جدا. وحسب كلامه فان "الليبيين السود"، ومن بينهم سكان منطقة سبها في الجنوب الغربي ، معرضون للخطر. وبعضهم هجروا بيوتهم عندما علموا باقتراب الثوار في أغسطس. فعشرات الألوف من الليبيين ذوي البشرة السوداء يعيشون في الوقت الراهن في مناطق مختلفة من البلاد، و لا يستطيعون العودة الى منازلهم. ويشير لينتش إلى أن جرائم معمر القذافي وقواته أكبر وأوسع نطاقاً،غير أن من المتعذر حاليا إجراء إحصاء دقيق لعدد ضحايا القذافي من المدنيين أو العسكريين، وذلك بسبب القيود المفروضة على التنقل في العديد من المناطق الليبية. إن منظمة العفو الدولية لم تطرح على نفسها هدف المقارنة بين طرفي النزاع، ولكنها أرادت تذكير الثوار بالمبادئ التي ادعوا أنهم يقاتلون في سبيلها. لقد تعهد الثوار ببناء دولة ديمقراطية، تسمح بالتعددية الحزبية، وتحترم حقوق الانسان الأساسية، وطرحوا في شهر أغسطس وثيقة دستورية تثبت تلك المبادئ وغيرها. ويضيف لينتش أن منظمة العفو الدولية تُرحبُ بهذه الالتزامات التي أعلنتها القيادة الليبية الجديدة، وتدعو بالحاح الى تجسيدها على أرض الواقع، وكذلك الأمر بالنسبة لحقوق الانسان، باعتبارها حجر الزاوية للتحول السياسي.