اذا ما صحت الانباء فإن الاتحاد السعودي لكرة القدم قد تراجع عن قراره بمنع مكبرات الصوت من دخول الملاعب حسب ما نشر في اكثر من وسيلة اعلامية، وعلى بعض المواقع، بعد ضغوطات من الاعلام وبعض الاندية، فهذا يعني ان كثيرا من القرارات في المستقبل ستكون حبرا على ورق، وبالتالي التشجيع على المزيد المجاملات التي لا تأتي بخير على مستقبل الرياضة، التي مازالت تعاني تبعات المجاملة على صعيد الادارة والتحكيم وقرارات مختلف اللجان. نحن مع اي تشجيع يساهم في رقي اللعبة ورفع مستوى الاثارة في ملاعبنا التي غابت عنها، باستثناء ما يحدث خارج المستطيل الاخضر من ملاسنات نقلت هذ الاثارة الى الصحافة والفضاء وعبارة "مشوها هذه المرة"، ولكننا ضد ان تصدر قرارات الاتحاد السعودي ولجانه في الصباح ثم يتم التراجع عنها في المساء، اما لضغوطات متواصلة تهدف الى "تركيع" هذه اللجنة او اللجان بأكملها، او لان القرار في الاساس لم يبن على لائحة تعزز من قوته واستمراره وجعل سلطة الاتحاد واللجان هي الاقوى، بدلا من التأثر بما يطرح بعد صدور القرار. وقد نشرت الزميلة صحيفة "اليوم" ان الاتحاد السعودي سيعيد النظر في قراره حول منع مكبرات الصوت، من خلال الاستئناس ب "الفيفا" على الرغم من ان القرار دولي، وهذا يضعنا امام تساؤل عريض، هل الاتحاد السعودي، مادام ان قرار منع مكبرات الصوت قرار دولي، لا يطبق مثل هذه القرارات؟، وهل هو يتخذها ويتراجع عنها وفق ردة الفعل وليس حسب لوائح "الفيفا" التي لا يمكن التراجع عنها ما لم يكن هناك مبررات مقنعة. في اعوام مضت كانت الاصوات تتعالى من مكبرات الصوت في اغلب مدرجات الملاعب السعودية، وتصدر من خلالها اساءات للاعبين والمدربين وانصار الفريق الخصم، وحتى المسؤولين في اللجان والاتحاد، وكانت تحدث ردود فعل غير طبيعية في الشارع الرياضي، بينما لا تحرك اللجان المعنية والاتحاد السعودية ساكنا تجاهها، وقد اكتوى اكثر من مسؤول ولاعب واداري وحكم بنار العبارات المسموعة عبر هذه المكبرات ومنها ما يمس الكرامة ويخدش النزاهة ويشكك بالامانة، وعندما اتخذ الاتحاد السعودي قرار منعها تعالت الاصوات وكأن المعارضين تشجعوا على تواصل الاساءات عبرها من دون الحث على ان تكون ملاعبنا نظيفة من اي عبارات مؤذية واصوات نشاز. تصوروا لو ان قرار منع مكبرات الصوت تم التراجع عنه وهو قرارا يؤيده كثيرون، فهل هذا يعني اننا لا نجرؤ على اتخاذ القرارات الاهم خشية ردة الفعل وغضب الاعلام والجماهير والشارع الرياضي، الذي سئم من كثرة المجاملات واتخاذ القرارات على الورق فقط؟، وهذا بكل اسف قلناه مرات عدة ونؤكده الآن لانه شجع على تنامى روح الفوضى في ملاعبنا حتى تضررت منها المنتخبات السعودية والرياضة لدينا بشكل عام، واصبحنا ندفع الثمن وبدلا من السير في مقدمة الركب صرنا نحاول الا نتراجع الى ما بعد الوسط، فالقرارات الحازمة المستمدة من اللوائح السليمة وعدم التأثر بالاصوات التي لا يبحث اصحابها الا عن مصالحهم ومصالح انديتهم هي من يجنب الرياضة السعودية المزيد من الفوضى ويعيد لها قيمتها وشراستها على الصعيدين الدولي والقاري. اما الاستمرار في دائرة "اتخذ القرار.. انقض القرار.. احفظ القرار.. فكونا من تبعات القرار" او الاعتماد على مقولة "الباب اللي يجي منه ريح سده واستريح" فهذا لا يناسب رياضة بلد بحجم قارة تنعم بكثير من المال والامكانات ومع هذا لا تعرف كيف تقود نفسها الى ما يطمح اليه الرياضي الغيور الذي بات شغوفا لرؤية المنتخب السعودي والاندية السعودية تقف بكل ثباب على منصات الذهب الخارجية.