قالت الأممالمتحدة أمس الأحد إن تقريرا أورد تعرض محتجزين في أفغانستان لانتهاكات على أيدي عسكريين أمريكيين يثير قلقا بالغا وطالبت بمعاقبة المسؤولين. وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) قد ذكرت يوم الجمعة ان الانتهاكات بما فيها تفاصيل مقتل نزيلين في مركز احتجاز أفغاني وقعت عام 2002 وورد ذكرها ضمن ملف أعده محققون عسكريون أمريكيون من نحو ألفي صفحة. وعبر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قبل مغادرة البلاد يوم السبت إلى الولاياتالمتحدة عن صدمته وطالب باتخاذ إجراءات ضد الجناة وبسيطرة حكومته على السجناء الأفغان والإشراف على عمليات التفتيش التي تقوم بها القوات الأمريكية. وقال جان ارنو الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان إن الانتهاكات المذكورة في (نيويورك تايمز) غير مقبولة وإهانة لكل ما يمثله المجتمع الدولي. وقال ارنو في بيان «إن خطورة هذه الانتهاكات تدعو إلى معاقبة كل المتورطين في مثل هذه الجرائم التي لا تغتفر كما طالب الرئيس كرزاي.» وأضاف أنه يجب الإعلان عن الاجراءات التي اتخذت منذ عام 2002 للقضاء على سوء المعاملة وتحسين الظروف داخل مراكز الاعتقال. ومضى يقول إنه ينبغي بحث الشكاوى التي ما زالت ترد عن الاعتقال التعسفي والاحتجاز دون توجيه اتهامات. وتقود الولاياتالمتحدة قوة أجنبية في أفغانستان من نحو 18300 فرد أغلبهم من الأمريكيين. وتحارب هذه القوة مقاتلي حركة طالبان وتتعقب قيادات المتشددين ومنهم أسامة بن لادن. وتحتجز الولاياتالمتحدة أكثر من 500 اعتقلوا في حربها على الإرهاب في قاعدة غوانتانامو في كوبا. والكثير منهم احتجزوا في أفغانستان بعد الإطاحة بطالبان أواخر عام 2001. كما يعتقد أن القوات الأمريكية تحتجز مئات من الأفغان في أفغانستان. وقالت (نيويورك تايمز) إن تقرير الجيش الأمريكي يركز على مقتل سائق سيارة أجرة عمره 22 عاما اسمه ديلاوار ومقتل محتجز آخر يدعى حبيب الله توفي في قاعدة باغرام الأمريكية إلى الشمال من كابول في ديسمبر - كانون الأول عام 2002 ويقول التقرير إن الجنود علقوا ديلاوار من معصميه في سقف زنزانته لعدة أيام قبل أن يلفظ أنفاسه وإن الحراس كانوا يضربون ساقيه. وقالت الصحيفة «يتحدث الملف عن تورط جنود شبان غير مدربين تدريبا جيدا في وقائع انتهاكات متكررة. المعاملة القاسية التي اسفرت عن توجيه الاتهام الى سبعة جنود تجاوزت كثيرا واقعة وفاة الاثنين.» ووصف شهود بعد أداء القسم أمام محققي الجيش وقائع لسوء المعاملة منها وقوف محققة على عنق أحد السجناء وركلها آخر في مكان حساس وإرغام أسير مقيد أجبر على تقبيل أحذية المستجوبين حسبما نشرت الصحيفة. وقالت الصحيفة إن مسؤولين أمريكيين وصفوا وقائع سوء معاملة السجناء في باجرام عام 2002 بأنها مشكلات فردية يحقق فيها الجيش تحقيقا دقيقا. وأضافت انه تم تأنيب اثنين من محققي الجيش وتوجيه اتهامات لسبعة جنود.