شخصياً لم أعرف الرجل ولم أُقابله ، لكن يكفي ما سمع الناس وسمعتُ . وما أحاول أن أكتبه هو أقل من إنصاف. عنوان جاء في هذه الجريدة قال : 100 مليون ريال من الدكتور ناصر الرشيد لدار الأيتام في حائل . تشمل خدمات راقية وبرامج على أعلى مستوى . ويمضي الخبر ليقول : استبشر عدد من الأيتام من الجنسين الشباب والبنات بقرب الانتهاء من إنشاء وتأثيث وتجهيز أكبر دار للأيتام في المملكة التي تبرع بإنشائها معالي الدكتور ناصر الرشيد بتكلفة تزيد على مئة مليون ريال، وتشمل خدمات راقية وبرامج على أعلى مستوى ستسهم بالتخفيف وتعويض هؤلاء الأيتام عن افتقادهم لأسرهم ووالديهم، وذلك ضمن سلسلة أعماله الخيرية الواسعة.. فدور الأيتام وغيرها من المنافع الخيرية تحتاج إلى شبه تفرغ . لكن تصميم الرجل على مواجهة الصعاب والتحدي يثير إعجاب المجتمع مجالسَ وأقلاماً . وأعلم أن البلاد والحمد لله تضم رجالا مثل الدكتور ناصر الرشيد. وقد يجوز لي اعتبار هذه المقالة تفعيلا للعمل الخيري لسد عوز المحتاجين في حائل بخصوصية تامة، وبأحدث التقنيات وأفضل الأساليب . وعند نجاحها المأمول إن شاء الله ستكون أيقونة خبرة ، ونتائجها ستكون أكبر دليل على ذلك. والأعمال الخيرية غير الحكومية وغير الهادفة للربح أخذت أوقاتا وتفكيرا من جهود أناس عبر الأزمنة . فأي قراءة لتاريخ العمل الخيري سترينا بحوثا ونظريات لم تقصد إلا الخدمة الاجتماعية وإسعاد الإنسان . فقرأنا أن الجهود المنظمة لمساعدة الأفراد والأسر على النمو والعيش الكريم هي أسمى خدمة، وتقصّي الحاجات كانت لب أعمال البر والإحسان المبكرة موجهة للتخفيف عن همّ الحياة هنا وهناك . اقرؤا أعمال البر في الغرب وستجدون الكثير . ثم اقرأوا برامج الكنائس والأديرة في التعليم والرعاية الطبية ودور الأيتام وملاجئ العجزة، ومن لا معين لهم . كل تلك ليست حكومية ولا دخل للحكومات بها.. هذا التوجّه عندنا - وإن تواضع - إلا أنه سيستمد قوته وصموده من عدة أصعدة وأخص الصعيد الروحي والعاطفي . عندنا يقصد إسعاد إخوانه والثواب ورضا المولى . ولا أجدني بحاجة إلى القول إن الوصول إلى مبدأ التكافل بين أفراد المجتمع منه تأمين العيش الكريم لمن لا معيل لهم من الأيتام، تأمين التعليم الملائم لهم بما يؤهلهم لتأمين عمل لائق وشريف لمستقبلهم.