وصف الرئيس التركي عبد الله غول اسرائيل بأنها بلد ناكر الجميل قائلا إنها تلقى تشجيعا من امريكا. وقال غول في تصريحات لعدد من الصحفيين رافقوه في رحلته الى موسكو أول من أمس إننا نرى، ويرى الجميع كيف أن نواب الكونجرس الامريكي يصفقون على ارجلهم لرئيس الوزراء الاسرائيلي عند انهاء خطابه. وفي سياق الأزمة مع إسرائيل يستضيف نادي بيشكتاش الرياضي على ملعبه في اسطنبول نادي مكابي تل أبيب الاسرائيلي يوم "الخميس" المقبل في اطار تصفيات المجموعة الخامسة لبطولة كأس اتحاد كرة القدم الاوروبي. وذكرت وسائل الإعلام التركية أن النادي الاسرائيلي شعر بالقلق بعد زيادة التوتر السياسي مع تركيا التي فرضت جملة عقوبات دبلوماسية وعسكرية ضدها، وقدم طلبا الى رئاسة اتحاد كرة القدم الاوروبي لنقل المباراة الى بلد ثالث جراء تصاعد حدة التوتر اضافة الى ان موعد المباراة في 15 سبتمبر ذكرى تأسيس إسرائيل، وهو ما ادى الى زيادة المخاوف من وصول النادي الاسرئيلي الى اسطنبول. يديعوت احرونوت: نتانياهو فوت فرصة إنقاذ العلاقات مع تركيا وأكد وزير الشباب والرياضة سعاد كليج أن السلطات التركية ستوفر جميع أشكال الحماية الامنية للفريق الإسرائيلي منذ الدقائق الاولى لوصول الفريق الاسرائيلي حتى دقيقة مغادرته اسطنبول مؤكدا أنه لا داع لزيادة القلق لدى مسئولي ولاعبي النادي الاسرائيلي لان تركيا دولة قوية وقادرة على توفير الحماية لضيوفها، ولا يمكن الموافقة على نقل المباراة الى بلد آخر. الى ذلك اكد محام الجمعة انه سلم القضاء التركي اسماء جنود اسرائيليين شاركوا في الهجوم على سفينة كانت متوجهة الى غزة قتل خلاله تسعة من المواطنين الاتراك، حتى يقوم بالاجراءات القانونية. وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال رمضان اريتورك محامي منظمة الاغاثة الاسلامية غير الحكومية التي نظمت الاسطول الى غزة، "قدمنا الى مكتب المدعي في اسطنبول لائحة (بأسماء) الجنود الاسرائيليين الذين اصدروا الامر او شاركوا في الهجوم على الاسطول التركي". واضاف "ننتظر الان ان يصدر مكتب المدعي امرا بالتوقيف". من جانبه اعلن الوزير الاسرائيلي المكلف الاستخبارات الجمعة ان تصريحات رئيس الوزراء التركي "خطرة وجدية" بعد ان اعلن رجب طيب اردوغان ان القوات البحرية التركية ستواكب من الان وصاعدا السفن التركية التي ستنقل مساعدات انسانية الى غزة. وصرح دان ميريدور للاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان "هذه التصريحات خطرة وجدية، لكننا لا نريد ان نزيد من حدة الجدال". واضاف "من الافضل التزام الصمت والانتظار، لانه ليس من المفيد مفاقمة الوضع والرد من خلال شن هجمات" كلامية. الا انه شدد على ان "تركيا هي من سينتهك القانون الدولي" اذا حاولت كسر الحصار البحري الاسرائيلي على قطاع غزة بالقوة، خصوصا وان بعثة للامم المتحدة اقرت ب "شرعية" الحصار. واعتبر مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى، رفض الكشف عن هويته في تصريح لوكالة فرانس برس، ان مثل هذا الاجراء من قبل تركيا سيشكل "استفزازا خطيرا للغاية". واضاف المسؤول "من الصعب جدا تخيل ان تركيا ستمضي حتى القيام بمثل هذا العمل، بالنظر الى التزاماتها ازاء حلف شمال الاطلسي". وكان اردوغان قال في مقابلة مع محطة الجزيرة التلفزيونية الخميس، ان "السفن الحربية التركية ستكون مكلفة بالدرجة الاولى بحماية السفن التركية التي تحمل مساعدات انسانية الى قطاع غزة" الذي يخضع لحصار اسرائيلي. من ناحية اخرى افادت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار الجمعة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو فوت فرصة لانقاذ العلاقات مع تركيا عندما رفض تسوية حول صيغة الاعتذار الذي كان من المفترض ان تقدمه اسرائيل لتركيا. واضافت الصحيفة ان الصيغة التي تم التوصل اليها كانت تقوم على ان تقدم اسرائيل اعتذارا حول "اخطاء عملانية" في الهجوم الدامي على سفينة مافي مرمرة التركية التي حاولت كسر الحصار على قطاع غزة، وليس حول شن الهجوم نفسه. وتم التوصل الى هذه الصيغة خصوصا بين ممثلين اسرائيليين واتراك لدى لجنة بالمر التابعة للامم المتحدة والتي كلفت النظر في القضية. وتابعت الصحيفة ان تركيا رضيت بالصيغة على ان يرافقها تعهد بالتعويض على اسر الاتراك التسعة الذين قتلوا في 31 ايار/مايو، وذلك مقابل عدولها عن اي ملاحقة قضائية ضد الجنود الاسرائيليين الذين شاركوا في العملية. وكتب ناهوم بارنيا المعلق السياسي في الصحيفة ان نتانياهو رفض في النهاية اعتماد هذه الصيغة مع انها حظيت بتاييد مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع. واوضح ان نتانياهو كان يدعمه وزيرا الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون والخارجية افيغدور ليبرمان. ونقلت الصحيفة عن يعالون ان اردوغان لم يكن يرغب فعلا في التوصل الى تسوية وكان يريد "مبررا لتعزيز حملة المعادية لاسرائيل".