قال لي: سنتخرج هذه السنة ونحمل هما كبيراً في البحث عن وظائف ملائمة؟ قلت له: الوظائف كثيرة في القطاع الحكومي والقطاع الخاص وتخصصك يعتبر من التخصصات التي يتزايد عليها الطلب فلا تقلق!! وقال ثان: أين هي الوظائف، فزملاؤنا الذين تخرجوا قبلي وجدوا معاناة في الحصول على وظائف مناسبة. قلت له: الأمر يحتاج إلى صبر وبذل بعض الجهد وأنا متأكد انك ستحصل على وظيفة ملائمة فلا تقلق. قال آخر: إذا سأفعل مثل زملائي السابقين أشتري كمية كبيرة من الملفات الخضراء !! وأضع في داخلها شهادتي وعلاماتي وسيرتي الذاتية وأقوم بتوزيع هذه الملفات على جهات العمل التي أزورها، لعل وعسى أن تتصل بي أحد هذه الجهات مبشرة بقبول ملفي. دار هذا الحديث بيني وبين بعض الطلاب الذين سيتخرجون من احدى كليات الحاسب والمعلومات بالمملكة. ولا شك أن البحث عن وظيفة معاناة يمر بها الخريجون من جميع التخصصات، ولكن الحديث هنا عن خريجي تخصصات المعلوماتية في بعض الجامعات. فعلى الرغم من أن الإحصائيات تؤكد أن الطلب في السوق المحلي يتزايد على وظائف المعلوماتية وأن الخريجون من جامعات المملكة لا يستطيعون سد هذا الطلب المتزايد.. لكن الواقع الذي يشعر به خريجو المعلوماتية يثير العجب والدهشة!! فالتخصصات المعلوماتية تحتاج لها جميع المنشآت الخاصة والدوائر الحكومية واستخدام الحاسب والانترنت يتزايد يوماً بعد يوم وتحتاج هذه الجهات إلى المختصين لكي يقوموا بإعداد البرامج وتشغيل الأنظمة وتصميم المواقع وغيرها من المهام المعلوماتية التي يتطلبها تطور المنشآت نحو المجتمع الرقمي. إذاً لماذا تشعر هذه المجموعة بالقلق في الحصول على وظائف ؟ كيف نعالج معاناة هؤلاء الخريجين؟ هل البحث عن الوظائف مسؤولية الخريج؟ هل هناك تنسيق ينبغي أن يتم مبكراً لاختصار الوقت والمعاناة؟ قد تكون هناك جهات تقوم بهذه المهمة وتوفر على الخريجين عناء البحث، ولكن هل يعلم عنها الخريجون؟.. ولماذا لا تساعد الانترنت في حل المشكلة؟! وذلك بأن تقوم احدى الجهات المهتمة بالتوظيف بإنشاء بوابة لوظائف المعلوماتية، بحيث تضع فيها المنشآت الخاصة والدوائر الحكومية احتياجاتها من الوظائف وبالتالي يسهل إطلاع الطلاب الخريجين عليها والتقديم المباشر لهذه الوظائف. قد يكون هذا أحد الحلول ولكن لابد من تضافر الجهود لتخفيف المعاناة عن خريجي المعلوماتية، حتى لا ينحسر الإقبال على هذه التخصصات الحيوية.