«تركز الفن الايراني بشكل اساسي على ممارسة الخط الفارسي، فتلته النقوش وكل ما هو متصل بها.. وهذا كله تسخر لخدمة (القرآن الكريم).. والاتجاه الآن هو توظيف كل انواع الفنون للرقي بالتراث الإسلامي». هذا ما ذكرته الفنانة الايرانية الشابة (أفسانة). والتي تهتم في اعمالها بالتراث الإسلامي، تمارس الخط والنقش والتذهيب والزخرفة، لا تحب التقنية في اعمالها (كالكمبيوتر) مهما كانت الاغراءات. فخاماتها الورق المصقول تقوم بتلوينه وتهيئته ليبدو قديماً.. وحبر تستخرجه من النباتات، وماء الذهب من ورق الذهب وادواتها تصنعها بنفسها كالفرشاة مثلاً تصنعها من شعر (القط الذكر) المنزوع من الجزء الواقع بين الرقبة والذيل (الظهر) على ان يكون عمر (القط) سنة وثلاثة اشهر!!!، اما اقلام النقش فتصنعها من عظام (الجمل) المستخرجة من النخاع!!. ٭ تتميز اعمالها بالدقة المتناهية احباراً كانت ام مذهبة.. كما في هذه اللوحة. (سورة الناس) نرى في اعلى اللوحة امرأتين مجنحتين ينظر اليهما رجال في اسفل اللوحة كثيفو اللحى، حليقو الرؤوس ذوو شوارب.. يفصل بينهم (سورة الناس) بخط الثلث تتوسطها دائرة كتبت فيها (البسملة)، زخرفت اطراف الدائرة بزخرفة هندسية غاية في الدقة والجمال.. وكأن (الفنانة) لخصت المعنى لبعض آيات السورة بعناصر هذه اللوحة وتوزيعها حيث تباعد الدائرة والآيات بين الناس في الاعلى والاسفل.. كانبثاق المعنى من خلال اطراف الدائرة لمن خارجها.