انطلقت في رام الله أمس الحملة الوطنية لدعم التوجه الى الأممالمتحدة من خلال مسيرة شارك فيها نشطاء فلسطينيون فيما يتوقع ان ترتفع وتيرة الحملة في 23 من الشهر الجاري حين تعقد جلسة المنظمة الدولية. وقال منسق الحملة أحمد عساف "اليوم نعلن عن البدء الفعلي للحملة الوطنية للمطالبة بحقنا في دولة مستقلة، من أمام مقر الأممالمتحدة الذي يعتبر عنوانا للعالم". وأضاف عساف ان الحملة تستهدف مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتسهيل الحصول على دولة فلسطينية تحمل الرقم 194. وحمل المشاركون في المسيرة الاعلام الفلسطينية فقط وثلاث لافتات باللغتين العربية والانكليزية كتب عليها "نريد دولة فلسطينية في الاممالمتحدة رقم 194". وهتف المشاركون في المسيرة بعد ان تجمعوا على بعد امتار من مقر الاممالمتحدة الذي تواجد حوله عدد من افراد الشرطة الفلسطينية لحمايته "رسالتنا للامم، نريد دولة وهوية" و "يا امتنا العربية بدنا وقفة جدية نعلن للعالم فيها فلسطين عربية". وقام المشاركون في المسيرة الذين لم يتجاوز عددهم المئة، يمثلون عدة فصائل فلسطينية، بتسليم رسالة الى مكتب الاممالمتحدة في رام الله لايصالها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تدعوه الى تسهيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقد بدأت الاستعدادات لاستحقاق طلب فلسطين العضوية الكاملة في الأممالمتحدة على أكثر من صعيد. من الناحية الدبلوماسية فإن التنسيق جار بين البعثتين اللبنانية والفلسطينية في نيويورك لجمع أكبر عدد من الدول المؤيدة للطلب الذي قال السفير الفلسطيني في بيروت ل"الرياض" انه سيرفع الى أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون، الذي يحوله الى مجلس الأمن حيث إما يلجأ الأخير (برئاسة لبنان) الى رفضه بفعل استخدام إحدى الدول الأعضاء لحق النقض أو يقبله". وقال عبد الله ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيصل الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية في 18 الجاري، كاشفا عن ضغوط دولية وخصوصا اميركية "لثنينا عن تقديم طلب العضوية الى الأممالمتحدة، لكننا لن نخضع الى ابتزاز أحد ولن نتراجع عن طلبنا". وأمس انتقلت حملة "المقعد الطائر" التي يقوم بها ناشطون من الداخل الفلسطيني من لبنان محطتها الأولى الى قطر التي ستتولى رئاسة الجمعية العمومية طيلة العام المقبل. واختتمت الحملة في مخيم الرشيدية " الأقرب الى فلسطين حيث تجمع مخيمات البص والبرج الشمالي أيضا، ونحن اخترنا إطلاق حملة "فلسطين تستحق" من لبنان بسبب مواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية ولترؤسه مجلس الأمن الدولي هذا الشهر" بحسب السفير عبد الله. مذكرا بموقف" رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجية في نيويورك 1974 والذي انتدبته الجامعة العربية لمرافقة ياسر عرفات والتحدث باسم العرب جميعا دعما للحق الفلسطيني". وسينتقل المقعد الرمزي المصنوع من موادّ جمعت من مختلف المناطق الفلسطينية وصممه مهندس من الجليل من شجر الزيتون الى دولة قطر ومنها الى موسكو باريس بروكسلمدريد ولندن وصولا الى نيويورك. وقد أبدى السفير الفلسطيني ل"الرياض" ارتياحه للخطوة اللبنانية برفع علم فلسطين على مقر السفارة في الجناح والتي تضم تسعة دبلوماسيين أثناء زيارة عباس الأخيرة الى بيروت في 17 آب/أغسطس الفائت". علما بأن لبنان تأخر في اعترافه بالدولة الفلسطينية عن جامعة الدول العربية مسافة 23 سنة، وهي سبقت أن اعترفت بالدولة الفلسطينية في الجزائر عام 1988 بسبب "ظروف خاصة" كما يقول السفير الفلسطيني. وكان يجب الإنتظار الى العام 2005 لكي تتم إعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بعد إغلاقه العام 1982. والعام 2008 قررت الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة رفع مستوى التمثيل بين لبنان ودولة فلسطين الى مستوى السفارة، ما عزّز العلاقات بين الدولتين وأعطاها منحى رسميا، واحتاج القرار الى إجراءات تنفيذية تأخرت لاسباب متعددة فلم يتم تفعيل القرار الاّ حين تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي ذكرت في بيانها الوزاري مسألة استكمال إجراءات رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين فلسطين ولبنان الى مستوى سفارة ونفذت هذه الخطوة في آب الفائت.