الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد: أولاً: نقدم الشكر الجزيل بعد شكر الله تعالى لدارة الملك عبدالعزيز ممثلة في إدارتها الكريمة وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس الأعلى للدارة، ومعالي الأمين العام للدارة الدكتور فهد السماري الذين أولوا المدينةالمنورة وتاريخها اهتمامهم الذي نتج عنه مثل هذا اللقاء. ثانياً: إن اهتمام المسلمين بالمدينةالمنورة ليس وليد اللحظة، لكنها هي المدينة التي دخلت التاريخ بدخول النبي صلى الله عليه وسلم إليها مهاجراً ومن ثم إقامة دولة الإسلام الأولى على أرضها، وهي إذن تستحق هذا الاهتمام الذي ليس هو غريبا على دولة آل سعود الرشيدة، دولة التوحيد والعقيدة الصحيحة، وإن كنت سأعدّد اهتمام هذه الدولة الرشيدة بالمدينةالمنورة فسيحتاج ذلك مساحة أوسع لا يتسع لها المقام. ثالثاً: ورقة عملي هذه سيتم التركيز فيها على عدة رؤى ومقترحات شخصية أراها ذات بال للاهتمام بها من قبل مركز بحوث ودراسات المدينة وكذلك الدارة والمتخصصين بشكل عام. 1 - ترميم الآثار والمصليات النبوية بالمدينةالمنورة فهي أسُّ أصيل من أسس السياحة الدينية بالمملكة، ولاشك أن المدينةالمنورة فيها الكثير الذي يستحق المحافظة وفق منهج علمي متخصص في مثل هذه الآثار تشترك فيه عدة هيئات ومؤسسات كهيئة السياحة والآثار ومركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة وأقسام التاريخ في جامعات المملكة. 2 - الاهتمام الخاص بوادي العقيق المبارك الذي يحتاج المزيد من العناية الخاصة كونه قد ورد فيه آثار نبوية من أحاديث وغيرها تدل على أهميته القصوى من نواح متعددة، وهذا أيضا يعد رافداً من روافد السياحة الداخلية في المملكة. 3 الاهتمام بالتاريخ الشفوي للمدينة المنورة الذي يعد أساسياً خصوصاً في فترة بداية الدولة العثمانية إلى دخول الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - للمدينة المنورة، حيث اعتمد المؤرخون الذين كتبوا عن تاريخ المدينةالمنورة على وثائق غير وطنية وسجلت تاريخاً خاطئاً لهذه المنطقة. 4 - ضرورة التعاون بين قطاع التاريخ والآثار وهيئة السياحة وردم الهوة التي أراها بينهما اليوم، وذلك للمزيد من خدمة السياحة الداخلية في المملكة، وحينما يقول أحدكم كيف؟ فإنني أقول أن التعاون العلمي بين الدارة مثلا ومركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة هو أمر هام، لكن لم نسمع به إلا هذا العام. وكان من الواجب أن يكون منذ نشأة الدارة وقس على ذلك تعاون الدارة مع كل المؤسسات ذات العلاقة بالسياحة والتاريخ والآثار. 5 وضع متحف للمدينة المنورة في أحد أروقة دارة الملك عبدالعزيز. 6 - إن حلمي ان يقرأ أولادي تاريخ هذه المدينة النبوية، لكن كيف؟ أريده أن يتنقل بين جنبات طيبة يقرأ في كل زاوية تاريخاً ويلمح في كل أثر خبراً، حلمي أن تعاد كتابة تاريخ المدينة على أرضها نقرأ أحداث غزوة الخندق من خلال معالم جمالية تحدد الخندق ومواقع الصحابة يسجل في كل معلم تاريخ ذلك الجزء. أتمنى أن يقام في كل ركن من طيبة معلم يحكي تاريخ ذلك الركن.. ثنية الوادع، وادي العقيق، ثنية ركوبه.... الخ. إن المدينةالمنورة بالإضافة إلى مكانتها الدينية منجم ذهب سياحي يحتاج التنقيب عنه وتقديمه للسائح صافياً من الشوائب، وهذا يحتاج الى تضافر الجهود من جميع الجهات المعنية. أشكر للإخوة حسن الإنصات واعتذر عن الاطالة، أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لخدمة بلد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على ما يحب ويرضى.