في وطننا الجميل مناظر جميلة للتقدم الحضاري من علوم وثقافة وصناعة وتكنولوجيا بناء عمران.. وأمور اخرى لا يسعنا تعدادها هنا. وكذلك لأفراد هذا الوطن مواقف لا تقل جمالاً وحضارة عنه الا انه للأسف نرى ما يشوه هذا الجمال ويخدش هذه الحضارة سواء كان بقصد او غير قصد. ولكثرة ما اصبحنا نرى هذه الأشياء يتساءل المرء اين هو التحضر؟ وهل التحضر يكون مادياً ام هو تحضر في السلوك والتصرفت تجاه انفسنا، تجاه من حولنا، تجاه المكان والشيء الذي نستخدمه. اذا كان هذا هو التحضر فأين هو منا اليوم؟ اين هو من حرية القيادة والتفنن بها على حساب الآخرين؟ اين هو التحضر من الظهور بملابس في غير اماكنها المناسبة؟ اين هو التحضر من الصوت العالي والألفاظ النابية والكلمات غير المفهومة التي ينادي بها بعض الشباب بعضهم البعض من غير اكتراث لمن يسمعهم؟ اين هو التحضر من التدخين امام لوحة مميزة اللون مكتوب عليها ممنوع التدخين؟ اين هو التحضر في رمي المخلفات مختلفة الأشكال والأحجام من نافذة سيارة في الطريق وكأنه شيء طبيعي؟ اين هو التحضر في عدم الاستئذان لأخذ مكان شخص يقوم بخدمة في محل او منشأة؟ اين هو التحضر في عدم قول شكرا لمن قام بخدمتك؟. ان عدم القيام بمثل هذه المواقف ليس من التحضر فقط ، بل من آداب ديننا الإسلامي الكريم الذي لم يترك صغيرة او كبيرة الا وأعطاها حقها ليخلق مجتمعاً راقياً ومتكاملاً قلبا وقالباً.ومع هذا يبدو اننا غفلنا عن هذه الآداب لتظهر مثل هذه المواقف نشهدها كل يوم وكلما خرجنا الى الشارع لتعطي انطباع حضارة عمرانية سبقت حضارة افراد. في اعتقادي لترشيد هذه السلوكيات والحد منها بل والقضاء عليها التلويح بالنظام والتذكير وحده لا يكفي، لابد من تشديد المخالفات ووضع الغرامات وعدم التساهل بها. حتى لا تكون الحضارة في شكل هذا الوطن فقط بل وفي ابنائه.