على الرغم من أن الشائعات حول ربط الفرنك السويسري ظهرت منذ مطلع أغسطس الفائت وذلك عبر تسريبات أتت من داخل البنك الوطني السويسري، إلا أنه لم تلق هذه التسريبات الاهتمام الكافي من قبل المتابعين وحتى الإعلاميين الذين لم يجتهدوا في أخذ تصريحات رسمية من قبل مسئولي البنك الوطني. لذلك فقد جاء القرار يوم الثلاثاء الفائت بشكل مفاجئ إلى حد كبير ما أحدث تقلبات كبيرة وسريعة في أسواق العملات وبعض السلع. المبررات والآلية لعل من أهم الأسباب التي دعت البنك الوطني السويسري لاتخاذ هذه الخطوة، هو التقييم المبالغ فيه للفرنك السويسري "وفق رأي البنك" ما قد يؤدي إلى مخاطر لانكماش الأسعار وتراجع الصادرات والذي بدوره يهدد الاقتصاد السويسري. أما الآلية المتبعة في تثبيت السعر، فقد قال البنك في بيانه الذي تلا القرار: "اعتباراً من الآن لن يقبل (البنك) بسعر صرف لليورو أقل من الحد الأدنى البالغ 1.20 فرنك لليورو. سيطبق البنك هذا الحد الأدنى بأقصى درجات العزم وهو مستعد لشراء عملة أجنبية بكميات غير محدودة". وقال البنك أيضاً "سيأخذ البنك الوطني السويسري إجراءات أخرى إذا استلزمت التوقعات الاقتصادية والمخاطر الانكماشية ذلك". نتائج القرار النتائج الآنية للقرار أتت على شكل تقلبات حادة في سوق العملات وأسواق السلع، فاليورو أمام الدولار الأمريكي تحرك بشكل سريع وخلال دقائق من 1.4068 وحتى 1.4277 ليعود في نهاية اليوم يهبط لمستوى متدنّ لم يشهده منذ شهرين، وذلك عند 1.3972. وكذلك الأمر بالنسبة للدولار أمام الفرنك السويسري الذي تحرك بقرابة 800 نقطة وذلك من مستوى 0.7839 وحتى 0.8626، إلا أنه نجح في المحافظة على هذه المكاسب حتى اليوم التالي، بخلاف اليورو الذي فقد كل مكاسبه، ويعد هذا المستوى هو الأعلى للدولار الأمريكي أمام الفرنك السويسري منذ قرابة 4 أشهر. أمام زوج العملة الأساس في هذا القرار "اليورو مقابل الفرنك السويسري" فقد صعد من مستوى 1.1014 وحتى 1.2158 وذلك خلال دقائق قليلة ليستقر عند قمته اليومية حتى اليوم التالي. وأمام الين فقد هبط الفرنك السويسري من 98.04 وحتى 89.84 ليهبط إلى أدنى مستوى له منذ 5 أشهر. ولم تكن أسواق السلع بمنأى عن التقلبات السريعة التي شهدتها سوق العملات، فبعد أن سجل الذهب رقماً قياسياً جديداً في بداية تداولات الأسواق الأوروبية عند 1920 دولارا للأوقية، عاد للهبوط مع إعلان الوطني السويسري عن قراره متراجعاً حتى مستوى 1862ويستقر بالقرب منها. تجدر الإشارة إلى أن مؤشر الدولار الذي يقيس حركة الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات، قفز يوم الثلاثاء إلى أعلى مستوى له في شهرين.