عندما نتصفح أخبار جرائدنا المحلية نطالع أن السيد فلان وصل الرياض بصحبة العائلة ، هو حيث كان في رحلة عمل .. إلى آخره . ولا اعتراض على نشر أخبار اجتماعية كهذه . لكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهني هو كم عدد القراء الذين يهمهم وصول تلك الشخصية . إن كان من الكثرة ما يجعله مبررا لنشره ، ليراه المجتمع أو " يستبشر " بها فهذا أيضا كافٍ لإبراز الخبر . لكن ، إذا كان أخذ العائلة في رحلة ثم عاد فعليه بالعافية ، والأصدقاء والمحبون سيعلمون بقدومه إن كانوا علموا بسفره . كنت في جريدة " رياض ديلي " الإنجليزية محررا للأخبار المحلية . تحت إشراف صحفي إنجليزي . وجاءنا خبر كالعادة عن وصول السيد فلان إلى الرياض وسألني الانجليزي : ماذا كانت تلك الشخصية تعمل خارج البلاد ؟ فقلت هذا ما أجهله . قال : وهل صرّح بشيء جديد ، أو يحمل رسالة من حكومة ما ؟ قلتُ : وهذا يجهلني أيضا . قال رئيسي : انسَ الموضوع . ( فورغيت إت ) Forget it . فما عسانا أن نُعطي للقارئ من معلومات ؟ رجل سافر وعاد. رأيتُ في صحافة لبنان والأردن ومصر بابا يسمي " أخبر المجتمع " وهذا جميل ورشيق ، ينجذب إليه القارئ المهتم ، ويكون له موقع ثابت ، يُدرج فيه حفلات التكريم ، مثلا ، والسفر والقدوم ولقاءات الأعمال والمواليد . وهذا – في نظري - يُرضي القارئ والشخصية على السواء. ولستُ مع بروزة عمود بارز يقول إن فلان عاد من سفر ، لأنه – ربما – سافر بعد يومين أو ثلاثة فتُصبح الممارسة عادة متبعة .. ! ، وهذا شيء غير مهني صحفيا. عمود الشئون الشخصية في التايمز اللندنية مشتهر ، لأن معظم البريطانيين يحبونه . ويسمي ذاك العمود المعتق والشهير ( بيرسونال كولومن ) Personal Column لكن الخبر فيه بمقابل , وعادة يكون ذا غرض عاطفي أو وجداني ، كفقدان كلب .. ! ، أو تأجيل حفل زواج أو أن الليدى ( وهو إنعام ملكي ) سوف لا تبعث بتهاني الكريسماس لهذه السنة ، وترجو للجميع موسم أعياد .. ! . وقد يظهر فيه بيع أو تأجير منزل ذي قيمة أثرية . من النوع الراقي جدا ( التي سكنها الروائي جراهام جرين . أو غرفة في فندق اعتاد أن يسكنّها الروائي تشارلس ديكين ... !. والبعض من البشر لا يريد أن يعرف الناس عن سفره , أو إلى أين . فمرة هاتفتُ أحد معارفي فرد عليّ كاتبه ، وعندما سألته عن فلان تردد قليلا ثم قال : تقريبا مسافر .. ! .