سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العلاج الطبيعي يلعب دوراً محورياً في الحفاظ على صحة المجتمع ووقايته من أمراض العصر بمناسبة اليوم العالمي للعلاج الطبيعي .. البروفيسور العبدالوهاب ل «الرياض»:
أكد البروفيسور واستشاري علاج طبيعي بجامعة الملك سعود ورئيس الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي «سبتا» الأستاذ الدكتور سامي بن صالح العبد الوهاب على أهمية العلاج الطبيعي وضرورة رفع الوعي به مجتمعياً لما له من اهمية على صحة الفرد والمجتمع معتبراً ان اغفال هذا الجانب المهم ادى لظهور وانتشار كثير من الأمراض العصرية المختلفة كالضغط والسكر وغيرها من الأمراض ودعا البروفيسور العبدالوهاب الى ضرورة دعم الجمعيات التي تنشر هذه الثقافة في المجتمع من خلال غرس ثقافة تخصيص جزء من الأموال والأرباح للمؤسسات الأهلية لرفد تلك الجمعيات لتقوم بدورها كما هو مأمول وتطرق الأستاذ الدكتور العبدالوهاب الى كثير من هموم هذا التخصص المهم والذي تطالعونه عبر هذا الحوار الذي جاء متزامناً مع اليوم العالمي للعلاج الطبيعي هذه مضامينه: * يتم الاحتفال باليوم العالمي للعلاج الطبيعي في الثامن من سبتمبر من كل سنة لرفع الوعي عن العلاج الطبيعي ودوره في تعزيز الصحة وقد جاء شعار هذا اليوم في هذا العام " الصحة في الحركة " حدثونا عن هذا اليوم وعن سبب اختيار هذا الشعار؟ - يحتفل اختصاصيو العلاج الطبيعي في انحاء العالم في الثامن من سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للعلاج الطبيعي وهو فرصة لرفع الوعي عن العلاج الطبيعي ودوره في تعزيز الصحة بشكل عام. وقد تم تحديد هذا اليوم في العام 1996م من قبل الاتحاد العالمي للعلاج الطبيعي، وهو الاتحاد الذي يمثل اكثر من 300 الف اختصاصي علاج طبيعي في العالم ينتمون الى 101 دولة. وقد اتخذ الاتحاد العالمي للعلاج الطبيعي شعار "الصحة في الحركة" لهذا اليوم تأكيدا على أهمية النشاط البدني في العلاج والوقاية من الأمراض المزمنة الآخذة بالازدياد مثل السمنة، امراض القلب، امراض المفاصل وغيرها والتي يزيد من نسبة الاصابة بها قلة النشاط البدني. وتكمن أهمية هذا الشعار ايضا في تأكيد دور اختصاصي العلاج الطبيعي كخبير في العلاج بالحركة والتمارين في العلاج والوقاية من تلك الأمراض. *هذا يقودني الى السؤال عن الجمعية التي ترأسون مجلس ادارتها ما هو دورها في مثل هذا اليوم العالمي ..؟ - دأبت الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي ومنذ تأسيسها قبل اكثر من 10 أعوام على دعم مهنة العلاج الطبيعي في المملكة ونحن في مجلس الإدارة المنتخب حديثا نسعى لإكمال مسيرة الجمعية لتحقيق هذه الرسالة. وتفخر الجمعية في انتمائها إلى المجتمع المهني الدولي من خلال عضويتها في الاتحاد العالمي للعلاج الطبيعي، وتحتفل الجمعية مع باقي اعضاء الاتحاد بهذا اليوم تحقيقا لرسالة الجمعية في تعزيز الصحة البدنية لدى أفراد المجتمع، من خلال إقامة برامج توعوية وتثقيفية تهدف إلى رفع الوعي عن مهنة العلاج الطبيعي ودوره في علاج الكثير من المشاكل الصحية، بالإضافة إلى رفع الوعي عن المشاكل الصحية المنتشرة في المملكة، وذلك من خلال المشاركة في الأيام العالمية، المعارض والندوات المحلية، النشر والطباعة، أو في الإعلام المسموع والمرئي والمقروء. *هل لكم إعطاءنا فكرة عن العلاج الطبيعي ودوره ..؟ ومن هو اختصاصي العلاج الطبيعي..؟ - يعمل اختصاصي العلاج الطبيعي مع الافراد بمختلف الأعمار لمساعدتهم للوصول لحياة صحية وبشكل مستقل وذلك باستخدام الوسائل الطبيعية( غير التداخلية) كالماء والكهرباء والتمارين والابر الصينية والحجامة وتحريك المفاصل، وقد أظهرت الدراسات العلمية الحديثة أن للعلاج الطبيعي دورا أساسيا في علاج ووقاية الأشخاص المصابين بالمشاكل الصحية المختلفة مثل آلام الظهر والرقبة،السمنة النساء اللاتي يعانين من السلس البولي، هشاشة العظام، بعد جراحة سرطان الثدي، بالاضافة الى العديد من المشاكل الصحية الأخرى. كما أثبتت الدراسات والابحاث الحديثة أن النشاط البدني تحت اشراف اختصاصي العلاج الطبيعي يقلل خطر الاصابة بالذبحة الصدرية، الجلطة الدماغية، السكري، السمنة، سرطان القولون، وسرطان الثدي، وغيرها من المشاكل لدى الجنسين. ويقوم اختصاصي العلاج الطبيعي بوصف التمارين العلاجية للعديد من المشاكل الصحية التي تصيب العظام والعضلات مثل آلام العمود الفقري، التهاب المفاصل، هشاشة العظام، السلس البولي،وجراحة تغيير المفصل. رئيس الجمعية السعودية متحدثاً ل(الرياض) ومن الأمور التي قد يجهلها الكثير من العامة وحتى من المختصين في المجال الصحي، هو أن اختصاصيي العلاج الطبيعي خبراء في تحسين والمحافظة على قدرة الأفراد على الحركة والنشاط البدني خلال مراحل حياتهم المختلفة ويشارك اختصاصي العلاج الطبيعي مع غيره من المختصين بوصف التمارين المناسبة للوصول للوزن الصحي والمحافظة على اللياقة البدنية. ويقوم اختصاصيو العلاج الطبيعي بتعزيز الصحة، والحركة، والاستقلالية من خلال علمهم وفهمهم بكيفية حركة الجسم وكيفية المحافظة على الحركة الطبيعية. ويقومون بعلاج والوقاية من العديد من المشاكل التي يمكن ان يسببها الألم، الاعياء، الاعاقة، أو المرض، أو الاصابات الرياضية أو اصابات العمل، الشيخوخة، او عدم أو قلة الحركة. ويعمل اختصاصيو العلاج الطبيعي في جميع القطاعات التي تقدم خدمات صحية ويشمل ذلك المستشفيات، القطاع الخاص، المراكز الرياضية، مراكز التعليم والبحوث، مراكز العناية الصحية، وغيرها من القطاعات. * وماذا عن دور الجامعات في خدمة هذا التخصص والتعريف به وببحوثه.؟ - تلعب الجامعات دورا محوريا في منح الشهادات الأكاديمية في تخصص العلاج الطبيعي وكذلك انشاء الجمعيات العلمية المتخصصة مثل الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي، وكذلك خدمتها للأبحاث في مجال العلاج الطبيعي. وقد برز في السنوات الاخيرة التوسع في طرح برامج العلاج الطبيعي في العديد من الجامعات بالمملكة. ولابد من التنسيق بين تلك البرامج ومقدمي خدمة العلاج الطبيعي في القطاعات الصحية المختلفة لتطوير المهنة ورفع جودة خدمة العلاج الطبيعي. وللجمعية السعودية للعلاج الطبيعي دور هام في هذا المجال، حيث ينتمي للجمعية اكثر من 1200 اختصاصي على مستوى المملكة وتسعى الجمعية من خلال انتمائها لجامعة الملك سعود التي تحتضن أول برنامج علاج طبيعي في المملكة، إلى العمل على التنسيق بين الجهات المعنية لطرح برامج تطويرية للمهنة والمهنيين من خلال لجان الجمعية وفروعها المختلفة التي تعمل على طرح برامج تعليم مستمر، وتدعم البحث العلمي وتطوير المهنة في مجال العلاج الطبيعي.وقد اثبتت الجمعية دورها البارز في الرفع من مستوى خدمات العلاج الطبيعي ومستوى التعليم والتدريب وذلك من خلال عقد الدورات التدريبية وورش العمل، والعمل على تعزيز التواصل بين الأخصائيين والأكاديميين لتبادل الخبرات، إضافة إلى تقديم الاستشارات والخدمات الخاصة بالتأهيل والتدريب. كما أن عضوية الجمعية في الاتحادات العربية والعالمية للعلاج الطبيعي (مثل الاتحاد العربي للعلاج الطبيعي، والاتحاد العالمي للعلاج الطبيعي) يساهم في رفع مستوى التأهيل والتدريب من خلال تبادل الخبرات العالمية والمساهمة في صنع القرار الذي من شأنه تطوير مهنة العلاج الطبيعي عالميا. * المعروف ان الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي "سبتا" جمعية غير ربحية كيف ترون دورها وما مصادر تمويلها وهل يفي بخدمة اهدافها وخططها.؟ - تم انشاء الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي في العام 2001م، وتعاقب على ادارتها مجالس إدارة مختلفة، وحاليا يترأسها مجلس الإدارة في دورته الرابعة والتي أتشرف برئاسته حديثا. والجمعية تعمل منذ تأسيسها على دعم مهنة العلاج الطبيعي في المملكة وتسعى لأن يكون لها دور ريادي في هذا المجال محليا واقليميا. وللجمعية تواجد ودور فعال في المجتمع المهني الاقليمي والعالمي، حيث انها عضو في الاتحاد العالمي للعلاج الطبيعي منذ العام 2003م، وهي كذلك عضو في الاتحاد العربي للعلاج الطبيعي منذ العام 2004م. وهذا من الأهمية بمكان لتكون الجمعية على اطلاع بالتغيرات المحلية والعالمية التي تؤثر على المهنة إضافة إلى الدعم المهني المتبادل وتبادل الخبرات بين الجمعيات الأعضاء في تلك الاتحادات، هذا كله ينعكس على دور الجمعية في تطوير المهنة على الصعيد المحلي والعربي والعالمي. ونحن في مجلس الإدارة الحالي نسعى إلى استمرار الدور الريادي للجمعية في المنطقة ونطمح أن تكون الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي المرجعية العلمية الأولى لمهنة العلاج الطبيعي في المملكة العربية السعودية وأن تتبوأ مركزا قياديا بين الجمعيات المهنية الأخرى سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي. وهذا الطموح يتطلب عملا دؤوبا واجتهادا ومثابرة من مجلس الإدارة وأعضاء الجمعية العاملين في اللجان، وبعون الله بتضافر الجهود تتحقق طموحات الجمعية. تعتمد الجمعية بصفة أساسية على مواردها الذاتية والتي هي حصيلة الاشتراكات السنوية للأعضاء ،وحصيلة ما تبيعه الجمعية من مطبوعات ونشرات دورية وما تقدمه من خدمات في حدود أهدافها ،وإيرادات ما تعقده الجمعية من دورات وبرامج وأنشطة مختلفة ،والهبات والتبرعات والمنح التي تقدمها الجامعة والهيئات والأفراد. إن تأمين موارد ثابتة ومستقرة لمؤسسة غير هادفة للربح مثل الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي يعد تحديا كبيرا يواجهه القائمون على هذه المؤسسات، حيث ان المؤسسات ذات العلاقة والتي يمكن أن تكون مصدرا من مصادر التمويل قد لا تلمس بشكل مباشر دور مثل هذه الجمعيات في تنمية المجتمع وتطويره، وإنني في هذا المقام أدعو الشركات والمؤسسات المختلفة إلى تبني ودعم مثل هذه الجمعيات كجزء من مسؤوليتهم الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي كما هو حاصل في المجتمعات الغربية. *كلمة أخيرة توجهونها.؟ ان الطموحات التي تتطلع لها الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي كبيرة والتحديات اكبر، فالجمعية تعمل على جبهات كثيرة من تطوير للبحث العلمي في هذا المجال وتطوير وضع اختصاصي العلاج الطبيعي في القطاع الصحي ودراسة مجالات العمل في القطاعات المختلفة ومن حاجات المجتمع الماسة للعلاج الطبيعي مع تضاخم المشاكل الصحية التي تسببها امراض العصر المختلفة والتحدي الأكبر هو تمويل هذه البرامج التطويرية والخدمات المختلفة. كما تسعى الجمعية لنشر الوعي بين فئات المجتمع المختلفة عن مهنة العلاج الطبيعي ودوره في علاج والوقاية من الكثير من الأمراض. والإعلام، المقروء منه أو المسموع أو المرئي، وسيلة أساسية للتواصل مع المجتمع لنشر رسالة الجمعية لذا انتهز الفرصة في هذا المقام أن اشكر "الرياض" على دورها الريادي في تنوير وتثقيف المجتمع وايمانها بالشراكة المجتمعية الذي يمثله هذا الحوار ومتابعة انشطة الجمعية كما نشكر الأستاذ تركي بن عبدالله السديري الذي يؤمن برسالتنا وأهميتها في خدمة كافة شرائح المجتمع.