واجهت أسواق الذهب بالمنطقة الشرقية تراجعا كبيرا في المبيعات خلال الشهر الماضي وصل إلى 50%، وأرجع غالبية متعاملي قطاع الذهب والمجوهرات هذا التراجع إلى ارتفاع أسعار المعدن الأصفر خلال الفترة الماضية وانتشار مخاوف بداخل أسواق الذهب تشير إلى توقعات حتمية بوصول أونصة الذهب نهاية العام الجاري إلى 2000 دولار مما حدا ببعض المستثمرين إلى تخفيف رصيد الذهب من المحلات إلى 50% والدخول في استثمارات أخرى خوفا من تقلبات الأسواق العالمية، حيث ان الذهب معدن نفيس عالمي لا يتقيد بسياسة محددة أو يتبع دولة ما. بداية يشير أحمد عبدالله العبدالله صاحب محل مجوهرات في مدينة الخبر إلى ان الإقبال انخفض 65%، وأن 70% من مجمل العملاء القادمين لمحلات الذهب يقومون بالبيع وليس الشراء، وانحصرت حركة بيع المحلات في الخواتم الخفيفة وحلق الذهب، حيث ان معدل شراء الذهب المعروض من قبل العملاء 198ريالا لجرام الذهب بينما يتراوح سعر البيع ما بين 225 ريالا إلى 230 ريالا لجرام الذهب. وأبدى العبدالله مخاوفه من ارتفاع الذهب خلال الفترة القادمة ووصول الأونصة لألفي دولار خصوصا وأن إرهاصات الأسواق العالمية تشير إلى ذلك، مما جعله يقوم بتخفيف الرصيد من الذهب 50% والتوجه نحو قنوات استثمارية أخرى. من جهة أخرى قال أنور عبدالرحمن بائع بأحد محلات الذهب إن 30% من العملاء يقومون بادخار الذهب في الفترة الحالية من أجل ترقب ارتفاعات مستقبلية قد تحصل في قيمة الذهب من أجل المضاربة به جراء الشائعات القوية التي تؤكد بأن هنالك ارتفاعات مستقبلية قد يمر بها المعدن الأصفر. وأوضح بأن هناك توجها جديدا بالسوق المحلي نحو اقتناء السبائك الذهبية من قبل العملاء، حيث ان الإقبال على السبائك 5 – 100 جرام كبير خلال الثلاثة أشهر الأخيرة لأجل الادخار والمضاربة. من جهة أخرى قال علي سليمان الغنيم صاحب محل ذهب ان هناك إقبالا ملحوظا بلغ 10% من قبل المواطنين والمقيمين على حد سواء لشراء سبائك الذهب مما يشير إلى انتشار ثقافة الادخار من أجل المضاربة بين المتعاملين بسبب التوقعات الأكيدة التي تقول بان أونصة الذهب ستصل 2000 دولار، وأوضح الغنيم أن معدن الذهب يمر في الوقت الراهن بعدة عوامل ومؤثرات عالمية تجعل التكهن بأسعاره صعبا للغاية ولكن المؤشرات تدل على أنه في نمو مستمر. وحول هذا الوضع أوضح عضو اللجنة الوطنية للذهب والمجوهرات عبدالمحسن النمر أن هناك إقبالا على شراء الذهب خصوصا وأن الذهب يعد العملة الحرة غير المقيدة بسياسة معينة أو اتجاه محدد، وأن هناك عدة أزمات عالمية ساهمت في تعزيز دور الذهب كملاذ استثماري آمن، فدول شرق آسيا لم تعد تثق في استثماراتها وتسبب هذا التزعزع في التوجه نحو شراء الذهب، فاستعمال الذهب في الوقت الراهن كمجوهرات وكصناعة لا يزيد عن 15% فقط بينما 85% يعد كاحتياطيا للذهب. وأشار النمر إلى أن التوقعات تقول بأن الذهب سيصل خلال نهاية العام الجاري ل2000 دولار للأونصة. من جهة أخرى قال رجل الأعمال عبدالغني عبدالله ان معدن الذهب لا يخضع للعرض والطلب كما هو عليه الحال في بقية الاستثمارات، ولكن الذهب يخضع لعدة رهانات دولية ومضاربات سياسية، وأن أكثر من 60% من عملاء سوق الذهب المحلي هم من الأجانب مما يؤكد أن دول شرق آسيا باتت أمام مخاوف كبيرة من دخول اقتصاداتها في أنفاق مظلمة مما تسبب في توجههم كدول ومستثمرين نحو المعدن الأصفر كملاذ استثماري آمن.