يرى بعض النقاد الرياضيين أن نسبة تأثير المدرب في تحقيق النتائج للفريق الذي يملك النجوم، والأسماء الكبيرة لا تتعدى أكثر من 20 بالمئة حدا أقصى والباقي ينسب لمجهود اللاعبين وإمكاناتهم أو مهاراتهم التي لا تحتاج لأكثر من اختيار التشكيل المناسب وبعض التوجيهات والتعليمات المتوافقة مع ما يرغبون من طريقة لعب أو أسلوب تنفيذ أثناء المباراة ويستشهد هؤلاء النقاد على هذه القناعة بعدة أمثله ونماذج حصلت وتكررت في عدة أندية ومنتخبات منها حصول منتخب الأرجنتين على كأس العالم 86 في المكسيك بقيادة لبيرالدوا المدرب المغمور وغير المعروف على خريطة المدربين في ذلك الوقت، وكذلك نجاح المدرب الأرجنتيني سولاري مع منتخبنا في تجربة كاس العالم 94 وارتفاع أسهم واسم المدربين البرازيلي باكيتا والروماني كوزمين بعد تدريب فريق الهلال وتحقيق عدة بطولات وإنجازات كانت بسبب كثرة النجوم وتعدد الخيارات الفنية ولم تكن بسبب قدرات التدريب وأفكار المدربين. والحقيقة أن تجارب الإخفاق التي تلي أي نجاح هي التي تزيد من هذه القناعات وتدفع باتجاه التقليل من نسبة تأثير المدرب وهذا ما حدث لبيرالدوا بعد تدريب مارادونا وبنبيدو وفلدانوا وبورتشغا وبنفس الصورة لسولاري بعد تركه منتخبنا ورجوعه للأرجنتين، وأيضا لباكيتا وكوزمين في الدوري القطري وما حدث لهما من تراجع وإخفاق وذلك بسبب قلة النجوم وافتقار أندية الغرافة والسد لأمثال ياسر والشلهوب والتايب. المدرب هو العنصر الأساسي والمحور المهم في مسالة التكامل المطلوب لنجاح العمل الفني في أي فريق أو منتخب وقد تتفاوت نسب التأثير أو ارتفاع درجات القيادة والسيطرة من مدرب لآخر إلا إنها وبكل الأحوال تسجل لصالح ما يقوم به من تدريب واختيار وإدارة فمن يملك النجوم وتعدد الخيارات الفنية وكثرة الأسماء اللامعة هو من نجح بإيجاد التوليفة واختيار الأنسب وتحقيق الانسجام، ومن لعب بحسب ما يملك من أدوات واستخدم التكتيك الأفضل لتغطية الضعف واستغلال الثغرات هو من نجح في تحقيق المعادلة الصعبة وتفجير الطاقات وتحريك المجموعة نحو تحقيق الفوز والخلاصة أن الفريق الجيد يحتاج إلي مدرب جيد لتطبيق الخطط وطريقة اللعب وتوظيف القدرات والفريق الأقل قدرة وإمكانات، يحتاج إلي مدرب ذكي وجريء يجيد التعامل مع كل الظروف وتحت أي ضغط وما تحقيق منتخب مصر لثلاث بطولات متتالية لكاس أمم إفريقيا على يد المدرب القدير حسن شحاته إلا دليل واضح على نجاح إدارة المدرب وقوة تأثيره في تعزيز الثقة وقبول التحدي وتكرار المحاولة من دون تردد أو خوف وبشكل خاص وطابع مختلف عن كل ما يحدث من فنون وتفاعل فني بين المدرب واللاعبين، يقدم فريق برشلونة الاسباني مع مديره الفني غوارديولا أجمل عروض الكرة وأكثرها إنتاجا وفاعلية.