ينتقل الشيخ ما بعد الألفية الثالثة منذ عام 2001 نحو التنويع على ذات الخطوط الثلاثة داعماً كل أعماله بنصوص ذات طابع خاص يتخذه من دواوين شعراء الأغنية البحرينية مثل علي الشرقاوي وفتحية عجلان وعلي عبد الله خليفة وعذاري إلا ان التنويع وارد ما بين علي الصومالي وعبد اللطيف البناي ثم ينضاف بدر بن عبد المحسن. ويستفتح العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ليعزز من مسيرة العمل المشترك بينهما بمجموعة أعمال من ذات الخطوط تبرز فيها قيمة الكلام ونوعية الأداء وإن كان اللحن يتراجع لحساب الكلمة والصوت : "تذكرني 2001 (فتحية عجلان)، دمعة المقهور 2002 ( علي عبد الله خليفة)، الولع 2005 ( عبد اللطيف البناي)، الشوق والدمعة 2004 ( فتحية عجلان)، أعز الناس 2010 (فتحية عجلان)". والآن تمثل أغنية "انتي حلم 2011 "( بدر بن عبد المحسن) تعميقاً من العمل بين الثلاثة، وإن كان تجاوزت برأيي التذبذب في إسناد الضمير كما في نص " صدقيني" الذي يتنوع بين المؤنث والمذكر ( لو تغيبي / لو رحل وجهك حبيبي) على العكس من تألق البدر في مخاطبة الأنثى في نماذج لا يمكن نسيانها " الرسايل ، طفلة تحت المطر، ليلة تمرين، مري علي قبل الرحيل، صعب السؤال ...". يعم فيهاد الشيخ إلى لعبة المزج بين الموازين الإيقاعية وتعميق الإحساس بالحلم في توظيف مقاطع غير مكتملة من الكورال، والاعتماد على درجات العلو والانخفاض في توليف المقاطع بحيث لا تمشي على التدرج بل عنصر المفاجأة غير أن الجملة اللحنية البارزة ، وهي جملة العماد الموسيقي في العمل " ليه تأخرتي علي؟!" التي درج خالد الشيخ أن تكون سمة من سمات أعماله في هذه المرحلة متخطياً تخصيصها في اللوازم الموسيقية كما كان. كل التوليف اللحني والأدائي والإيقاعي في الأغنية انعكاس لأسلوب الكتابة الشعرية عند البدر من حيث هندسة النسب الوزنية في تفعيلة (فاعلاتن) من بحر الرمل، والإيهام في تثليثها " انتظرتك عمري كله وانتي حلم" وتربيعها " ليه تأخرتي علي / توهي مرة واسألي " وتخريجها " كل نجمة شعشعت والقلب عتمة / كانت انتي " فيما توحي بالتناظرية بين الأشطر لكنها تغلب الحس التفعيلي الحر رغم وحدة البيت الشعري في أغصان المقاطع وهو ما يبرع فيه في نصوص هذه المرحلة على العكس من الضروب الوزنية الحرة غير المدورة في نصوص السبعينيات والثمانينيات مثل : " زمان الصمت / الوافر ، أبعتذر/ رجز" ، وهذا نتاج الخبرة في التعامل . ولو عرضنا المقطع الأول من النص : "انتظرتك .. عمري كله .. وانتي حلم ومرت الايام والله .. وانتي حلم.. هذا إنتي قولي والله ..إنه انتي وين غبتي عني هذا الوقت كله ..وين كنتي؟ ليه تأخرتي علي .. توهي مرة واسألي .. كوني في غير الزمان .. والا في غير المكان كوني عمري .. عمري كله..اللي باقي .. واللي كان" لقد تحول الهاجس الشعري عند نحو عالم جواني ما زال يحمل طابع البراءة وتلوين العالم ورمزية المعنى عبر توظيف المفردة من المعجم الشعري الخاص بالبدر . وهذا يتضح بشكل واضح في المقطع الخاص بالكورال مع الرويشد الذي تفصله لازمة موسيقية توهم بدرجة صوتية ثم تخالفها بشكل مفاجئ ( يللي قلبي) : "كل نجمه شعشعت والقلب عتمه .. كانت انتي.. كل حرفٍ حرك شفاهي بكلمه .. عنك انتي .. كل حبي اللي مضى والحب قسمه .. منك انتي .. ياللي قلبي في كفوفك .. نقش حنا .. وفي جديلك عطر ورد .. أتمنى.. لو تكوني في فراغ اعيوني معنى وفي سموم ضلوعي برد .. ليه تأخرتي علي .. وما طرى لك تسألي .. انتظرتك عمري كله عمري كله.. وانتي حلم".. يفتن خالد الشيخ في النصوص الصور دائماً بالإضافة إلى التركيب الشعري المبتكر ولكن هنا يتضح فتنة الشيخ بعالم البدر الشعري يوحي الشيخ أن لديه جديداً ليضيفه إلى عالم البدر حيث يتجاوز ما قدمه كل من عبد الرب إدريس ومحمد عبده ليقترب ويكمل ما أسس سراج عمر مع طلال مداح وكرسه لأكثر من ثلاثة عقود منذ 1973 حتى عام 2000 رغم أن هناك لحناً جميلاً تحدث وغنى منه " الدوائر" إلا أن خالد الشيخ كسب هذه المرة في نص البدر وكسبنا الرويشد أيضاً. وقبل كل قيمة لكل عنصر فإن الأغنية في الجزيرة العربية كسبت ، وهذا المفترض.