أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أمس عن "تعليق كامل" للعلاقات العسكرية والتجارية مع (اسرائيل)، وقال انه قد يزور غزة. وقال للصحافيين "نعلق بشكل كامل علاقاتنا التجارية والعسكرية وفي مجال الصناعة الدفاعية"، مشيرا الى "تدابير عقابية اخرى" ستتخذ غير تلك التي أعلنت الجمعة، من دون ان يكشف مزيداً من التفاصيل. وكانت تركيا اعلنت في الثاني من سبتمبر مجموعة من العقوبات ضد (اسرائيل) التي ترفض تقديم اعتذار عن مهاجمة مجموعة كوماندوس اسرائيلية سفينة تركية كانت متوجهة الى غزة في 31 مايو 2010. ومن تلك التدابير طرد السفير الاسرائيلي وتعليق الاتفاقات العسكرية الثنائية وطلب تدخل محكمة العدل الدولية للنظر في "شرعية" الحصار الذي تفرضه (اسرائيل) على غزة. من جهة اخرى، اعلن اردوغان انه قد يتوجه الى غزة في اطار زيارة ينوي القيام بها الاسبوع المقبل الى مصر، ابتداء من الاثنين 12 سبتمبر على الارجح، مشيرا الى انه لم يتخذ بعد اي قرار نهائي. وقال اردوغان للصحافيين الذين سألوه هل ينوي ايضا التوجه الى قطاع غزة على هامش زيارته الى مصر، "نجري مناقشات مع الجانب المصري حول هذا الموضوع. ولم يتقرر شيء حتى الان". ورحب سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس بقرار التعليق الكامل للعلاقات العسكرية والتجارية مع اسرائيل ورأى فيه "ردا متقدما على جريمة قتل المتضامنين المشاركين في أسطول الحرية وحصار غزة". كما رحب ابو زهري ب "اعلان أردوغان نيته زيارة غزة" مضيفا "نأمل إتمام الزيارة في القريب". وهذه الزيارة الى قطاع غزة اذا حصلت قد تؤدي الى مزيد من توتر العلاقات بين تركيا و(اسرائيل)، الحليفين الاستراتيجيين السابقين في المنطقة اللذين توترت العلاقات بينهما منذ اكثر من عامين. الا ان احد مستشاري اردوغان حاول توضيح تصريحاته حول تعليق العلاقات فقال ان "التعليق يشمل التجارة الثنائية في مجال صناعة الاسلحة وليس التجارة عموما". وكان وزير الاقتصاد التركي ظافر جاغليان اعلن الاثنين ان العلاقات التجارية مع (اسرائيل) مستمرة. وشكلت المبادلات التجارية بين الجانبين حوالي 2,7 مليار دولار للفترة بين يناير، ويوليو 2011، وقد بلغت الصادرات التركية 1,5 مليار دولار، فيما بلغت الواردات 1,2 مليار دولار، كما قال الوزير التركي. وأكد اردوغان الذي يرأس حكومة منبثقة من التيار الاسلامي، ان (اسرائيل) "دائما ما تصرفت تصرف ولد مدلل"، مشيرا بذلك الى مآخذ المجموعة الدولية على موقفها من الفلسطينيين. واتخذت انقرة هذه العقوبات ضد (اسرائيل) اثر صدور تقرير الخميس الماضي بالاستناد الى تحقيق أمرت باجرائه الاممالمتحدة واعتبر ان الجيش الاسرائيلي استخدم قوة "مفرطة وغير مقبولة" خلال العدوان على السفينة "مافي مرمرة"، لكنه اقر بما وصفه "شرعية" الحصار البحري الاجرامي الذي تفرضه (اسرائيل) على غزة. وكرر اردوغان من جهة اخرى التأكيد ان وجود السفن التركية "سيزداد في منطقة" شرق المتوسط حيث حصل العدوان الاسرائيلي على السفينة التركية، وحيث اعلنت انقرة زيادة التدابير لحماية بحريتها.