غيب الموت صبيحة الثلاثاء الموافق 1432/10/3ه بعد رحلة من المعاناة والتحمل والصبر الأستاذ المربي عبدالرحمن بن إبراهيم الحقيل حيث ولد في المجمعة حوالي 1345ه ودرس في سنيه الأولى في الكتاتيب بعض فصول المدرسة الابتدائية إلى ان انتقل إلى الأحساء في الهفوف حيث أكمل دراسته الابتدائية وذلك للعام الدراسي 1362- 1363ه نظم على إثرها قصيدة مثبتة في ديوانه «حبات رمل» بعنوان أمجادنا وهو في مجموعة خواطر وخطرات نثر وشوق من المجموعة الثانية الصادرة عام 1407ه/1987م. وقد كان المرحوم نسيجاً خاصاً من الرجال إذ نشأ عصامياً حيث انتقل بعد ذلك إلى المعهد السعودي آنذاك في مكةالمكرمة مع بعض زملائه من الرعيل الأول، ثم تخرج وجرى ابتعاثه إلى مصر العربية لاكمال دراسته الجامعية، إلاّ أنه لظروف صحية ألم في عينيه لم يتسن له اكمال دراسته الجامعية، حيث التحق بالسلك التعليمي في الأحساء مساعداً لمدير المدرسة الثانوية، ثم مديراً لها تخرج على يديه كوكبة من أبناء الهفوف؛ ليشهدوا له بالفضل وحسن التوجيه والإدارة، واسهم اسهاماً جيداً في تنشيط الحركة التعليمية الأولى آنذاك إلى ان تدرج في سلك وزارة المعارف حيث تقلد عدة مناصب إدارية وفنية مديراً للمقررات والمناهج بها، حيث قام آنذاك بإعداد كتب اللغة العربية للسنة الأولى من المرحلة المتوسطة بتكليف من الوزارة، ثم تم توجيهه للعمل في الملحقيات الثقافية التابعة للوزارة آنذاك في كل من بيروت والخرطوم، وفينا في النمسا حيث أمضى فترة ختام حياته العملية هناك. ولقد كان المرحوم من هواة الأدب وعشاق الثقافة والفكر حيث أورد اسمه معالي الأديب النابه والمؤرخ الألمعي الدكتور عبدالعزيز الخويطر في مؤلفه النفيس «وسم على الريم» وهو مجموعة ذكريات رصد فيها المؤلف أهم الأحداث وقد ذكر المؤلف ان المرحوم كان يكلفه بتزويده بالمجلات الأدبية والثقافية التي تصدر كمجلة الهلال والثقافية والرسالة وغيرها من المنشورات الثقافية. وقد صدر له عدة اسهامات ثقافية منها: - حبات رمل المجموعة الأولى والثانية 1407ه/1987م. - من الأعماق نثر 1404ه في الاصلاح الاجتماعي. - مختارات وخطوات شعر ونثر. - حصاد العمر نثر. - ديوان شعر الحصاد 1412ه وكل هذه المؤلفات تفيض بالروح الوطنية الداعية للاصلاح وتريسخه ونشر الفضيلة ونبذ روح الأنانية والجشع والانتهازية. ولقد عرف المرحوم بزهده وصدق توجهه الوطني وحرصه على خدمة وطنه ومجتمعه. وكذا ترفعه عن التكالب والجري وراء المصالح المادية، واللهث وراءها بأساليب الزيف والطرائق الملتوية حيث عاش آخر حياته منقطعاً متفرغاً للقراءة والتأليف والتأمل ومتابعة الأحداث العربية والعالمية حيث إنه من عشاق الاستماع إلى إذاعات لندن ومنتكارلو الفرنسية وغيرها. كما خلف أبناء وبنات حرص على تعليمهم في أحسن الجامعات منهم الدكتور المهندس عبدالحكيم في شركة أرامكو والدكتور إبراهيم وكيل جامعة المجمعة والأستاذ رياض ونضال ووائل. رحم الله الفقيد جزاء ما أسهم طوال حياته العملية من جهد ومثابرة وألهم أبناءه وذويه الصبر والسلوان... (إنا لله وإنا إليه راجعون). وكما قيل: وكل أخ مفارقه أخوه لعمر أبيك الا الفرقدان * عضو مجلس الشورى