كشفت صحيفة "اندبندانت" امس أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6) وشرطة سكوتلند يارد أنقذتا سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي معمر القذافي، من مؤامرة اغتيال خططت لها جماعة إسلامية على الأراضي البريطانية. وقالت الصحيفة إن الكشف جاء في وثائق سرية عثرت عليها في ليبيا، وأظهرت أيضاً أن الاستخبارات البريطانية تشتبه بوجود صلة بين مؤامرة اغتيال سيف الإسلام ودولة عربية، حليفة للغرب حالياً ضد النظام الليبي. من محاولة اغتيال.. والآن تحاول القبض عليه! وأضافت أن جهاز (آم آي 6) اتصل بنظيره الفرنسي بعد أن أبلغته السلطات الليبية أن خلية إرهابية على علاقة بدولة عربية كانت تخطط لتصفية سيف الإسلام في باريس. وأشارت الصحيفة إلى أن الفرنسيين لم يقدموا أي أدلة تدعم هذا الاتهام، ولكن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأميركية كانوا يعتقدون في عام 2003 أن الوزير العربي نفسه كانت له صلات بتنظيم القاعدة. وقالت إن ليبيا طلبت مساعدة بريطانيا لإنقاذ حياة سيف الإسلام القذافي، ووردت تفاصيل ذلك في رسالة وجهها مسؤول بارز في جهاز أم آي 6 إلى مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية الليبية، وعُثر عليها بين وثائق عديدة تتعلق بسيف الإسلام في مكتب وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا، الذي انشق عن النظام في الأيام الأولى للثورة. ونقلت الصحيفة عن الرسالة أن "الطلب الليبي تم تمريره إلى الفرع الخاص بشرطة العاصمة لندن، والذي وضع سيف الإسلام على لائحته للأشخاص المعرضين للخطر وزاره حين أقام في لندن لمناقشة التهديد معه وبدا مقتنعاً بالتدابير التي جرى اتخاذها لحمايته". وأضافت أن الحكومة البريطانية نظرت إلى سيف الإسلام كشخصية رئيسية لإخراج ليبيا من العزلة وإنهاء سعيها لبناء ترسانة نووية، فيما أشاد مسؤول بريطاني في مذكرة كتبها في أيلول/سبتمبر 2004 بمساهماته في الحوار المستمر بين لندن وطرابلس واعتبرها بناءً للغاية. وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني (آم آي 6) والقوات الخاصة البريطانية تشارك في مطاردة سيف الإسلام وأفراد آخرين من عائلة القذافي، بعد سقوط نظام والده.