انتقد المستشار الاقتصادي وعضو جمعية اقتصايات الطاقة الدولية الدكتور فهد بن جمعة الذين يتحدثون عن وجود بطالة اقتصادية في السعودية، ووصفهم بانهم واهمون ولا يفقهون شيئا عن سوق العمل، مشيرا الى أن السوق يعاني من بطالة وظائف ومهن حرة لا تجد من يشغلها، وهذا سيكشفه برنامج نطاقات الذي سيوفر لأول مرة في تاريخ وزارة العمل أرقاما أكثر دقة مع إمكانية نشرها أسبوعيا بفضل الربط الالكتروني بين الجهات المرتبطة بسوق العمل. وطالب وزير العمل الذي سيعلن قريبا عن عدد العاطلين والوظائف في سوق العمل أن لا يقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه مصلحة الإحصاءات العامة التي عرفت المتعطل بأنه "الفرد الذي بلغ عمره " 15" سنة فأكثر، والقادر على العمل، ولديه استعداد للعمل خلال أسبوع الإسناد، ويبحث عن العمل بجدية تامة خلال فترة الأربعة أسابيع الماضية، مؤكدا أن هذا التعريف سليم لكن تطبيقه غير دقيق لأنها اعتبرت الفرد عاطلا إذا ما كان لديه استعداد للعمل خلال أسبوع الإسناد فقط وكذلك عبارة "البحث عن عمل بجدية تامة" دون تحديد الطرق التي اتبعتها لقياس الاستعداد والجدية خلال فترة بحث القوى العاملة المنتهي في أغسطس 2009. وأضاف: إذا ما نظرنا إلى تعريفها لمن هو خارج القوى العاملة فإنهم "الأفراد الذين أعمارهم 15 سنة فأكثر، وغير المشمولين داخل قوة العمل بمن فيهم القائمون بالأعمال المنزلية والملتحقون بالدراسة والمتقاعدون والمكتفون وغير القادرين على العمل وغير المشتغلين ولا يبحثون عن عمل لأسباب أخرى". لا يجب أن تشمل البطالة من ترك عمله باختياره أو فصل لسوء أدائه وقال: هذا التعريف لا يختلف كثيرا عن تعريف مصلحة إحصاءات العمل الأمريكية التي تصنف العاطلين على انهم أفراد ليس لديهم وظائف ويبحثون بكل جدية في ال 4 أسابيع السابقة، ومستعدين للعمل حاليا، إلا أن الاختلاف يتمحور في طرق تحديد البحث بجدية للفرد الذي تعتمد على اتصاله بصاحب العمل مباشرة أو عمل المقابلة وتقدمه إلى مكتب التوظيف واتصاله بالأصدقاء أو الأقارب أو بمركز التوظيف الجامعي وإرسال السيرة الذاتية أو ملء طلبات العمل ووضعه إعلان، وإذا لم تتوفر إحدى تلك الطرق في الفرد فانه لم يكن جديا ولا ينطبق عليه البحث عن العمل. تدني معدلات توظيف السعوديات بسبب البطالة القسرية وضيق مجالات العمل وتساءل ابن جمعة عن تعريف البطالة، هل من ترك عمله اختياريا أو تم فصله لإهماله خلال عام واحد يعتبر عاطلا ويستحق إعانة البطالة؟ هل ضيق ومحدودية مجالات عمل المرأة يعتبر بطالة اقتصادية أو قسرية؟ هل من كان خارج سوق العمل والآن ويرغب الدخول في سوق العمل لسبب ما يعتبر عاطلا؟ هل من أكمل دراسته ويرغب في العمل خلال عدة الشهر يعتبر عاطلا؟ بينما في الدول المتقدمة لا يعتبر هذا الشخص عاطلا لأنه لم يسبق له العمل من قبل، كما أن تعريف البطالة الاقتصادية المطبق عالميا "أن يبحث العامل بأقصى جهد ممكن عن أي فرصة عمل بغض النظر عن مهاراته أو مستوى تعليمه ولا يجدها خلال شهر واحد على الأقل" فهل ستتبنى وزارة العمل هذا التعريف عند إصدار إحصائيات العمالة؟ وهل سيتم التفريق بين البطالة الموقتة والدورية والهيكلية؟ وهل من سجل يعني الاستعداد والجدية ؟ وكيف؟. واشار ابن جمعة الى أن عدد السعوديين من عمر 15 سنة فأكثر في عام 2009 بلغ حسب الإحصاءات العامة 5,890,052 ذكر و 5,900,938 أنثى بإجمالي 11,790,990 نسمه أي أن هذه الفئة العمرية المؤهلة لدخول سوق العمل يمثل منها النساء 50% تقريبا, بينما حجم القوى العاملة السعودية 4,286,515 عاملا أي أن هناك 7504475 نسمة من المحتمل دخول نسبة كبيرة منها إلى سوق العمل خاصة من النساء، حيث أن مشاركة المرأة السعودية في إجمال القوى العاملة بلغت 8% وفي إجمالي القوى العاملة السعودية 16%, بينما بلغت نسبة مشاركة الذكور في إجمال القوى العاملة 42% وفي إجمالي القوى العاملة السعودية 84%، ما يشير إلى تدني معدل توظيف السعوديات بسبب البطالة القسرية نتيجة لضيق مجالات عمل المرأة، أما البطالة بين حاملي الشهادات الجامعية فبلغت 21% أو 198389 عاطل من المشتغلين الجامعيين، مما يتطلب خلق وظائف لهم تتناسب مع مستوياتهم العلمية إن وجدت أو ينخرطوا في سوق العمل في وظائف موقتة حتى يتسنى لهم خلق وظائف تناسب تخصصاتهم، وعلينا أن نحفز العمل في المهن الحرة المهنية بتحديد عدد معين من الوظائف تكون مفتوحة أمام الراغبين وشغلها بدعم من الصناديق الحكومية. ضيق مجالات العمل وراء بطالة النساء وتوقع ابن جمعة أن يكشف برنامج نطاقات النقاب عن ارتفاع عدد الباحثين عن العمل خاصة بين النساء اللاتي يبحثن عن فرص عمل بعد ارتفاع نسبة المطلقات والعانسات بينهن إلى ما يقارب 800 ألف باحثة وليس عاطلة عن العمل، لذا يجب اتخاذ الحذر عند إعلان وزارة العمل إحصائيات سوق العمل من المسجلين على موقع حافز باعتماد تعريف البطالة السابق حتى لا تشمل تلك الإحصائيات من ترك عمله باختياره أو تم فصله لسوء أدائه أو عدم توفر عامل الجدية. واقترح ابن جمعة أن يطلق على تلك الإحصائيات اسم الباحثين عن عمل وليس إحصائيات البطالة حتى يمضي عاما كاملا على هذه الإحصائيات ونتأكد من أن هؤلاء الباحثين عن العمل فعلا عاطلون ولم يعملوا لمدة عام ولم يجدوا فرص عمل لهم لأن الواقع الميداني الذي سيكشف عنه "نطاقات" يتعارض مع تعريف البطالة السابق في ظل توفر العديد من الوظائف التي لا يرغب السعودي شغلها، لذا فإن إعلان نسبة بطالة لا ينسجم مع الواقع سيدفع الكثير من السعوديين إلى التقاعس ويفاقم من مشكلة البطالة المصطنعة، كما يجب إعطاء كل عامل يبحث عن عمل رقم تأمينات اجتماعية من اجل حصر أعداد الباحثين عن العمل تلقائيا ويكون له ملف يستطيع صاحب المنشأة أن يطلع عليه عند المقابلة، مما سيحفز السعودي على إبقاء ملفه نظيفا من المخالفات وإلا خسر الوظيفة وإعانة البطالة، فضلا عن إصدار إحصائيات البطالة أسبوعيا بعد أن أصبحت المعلومات متوفرة الكترونيا وتكاليف الأجور أو مؤشر سعر العمالة شهريا أو ربع سنوي.