تقدمت حوالى 200 عربة قتالية موالية للمجلس الوطني الانتقالي صباح امس باتجاه بني وليد احد اخر معاقل القذافي من دون ان تدور معارك. وقال احمد بلحاج قائد مجموعة مقاتلين ان القوات اتت من مدينة مصراتة الساحلية (210 كلم شرق طرابلس). واضاف "تقدمنا مسافة 70 كلم من مواقعنا" باتجاه بني وليد حيث يختبىء القذافي وعدد من ابنائه كما تفيد شائعات. واضاف صحافي ان حوالى 200 شاحنة بيك اب قتالية مجهزة باسلحة ثقيلة تتبعها فرق طبية متأهبة لاجلاء الجرحى. وقال بلحاج ان حوالى 600 رجل في حال تأهب للمشاركة في العملية. واوضح "هناك قاعدة عسكرية قرب بني وليد تسيطر عليها كتيبة خميس القذافي ونريد الاستيلاء عليها". وعلى الجبهة الغربية في سرت لم تتحرك القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي بحسب مصادر مؤيدة للمجلس. وتفيد هذه المصادر بان مقاتلي مصراتة يفضلون التركيز اولا على جبهة بني وليد وعدم تشتيت جهودهم على جبهتين. وفي تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من منطقة ام قنديل يقول:اصوات محركات سيارات رباعية الدفع وجهاز لاسلكي يصدر من خلاله قائد القافلة العسكرية اوامر واصوات تلقيم بنادق الكلاشنيكوف، تعطي اشارة الانطلاق لقوات النظام الليبي الجديد باتجاه الجبهة الشرقية في سرت "لمطاردة مناصري القذافي" في الصحراء. وبانتظار شن "الهجوم الاخير" على مسقط رأس الزعيم الليبي المتواري عن الانظار معمر القذافي، تحاول قوات المجلس الوطني الانتقالي التي تنتشر قرب خط الجبهة على بعد حوالى 100 كلم شرقا، تمضية الوقت باي طريقة. واليوم تريد مجموعة المقاتلين التي تنتمي الى "كتيبة شهداء الزنتان" القبض على العسكريين والمدنيين الموالين للقذافي الذين لجأوا بعيدا عن المدن الساحلية الى داخل البلاد. وقال احد قادة المجموعة "وردتنا معلومات عن وجودهم في الصحراء" في حين تخرج القافلة عن الطريق المعبدة لسلوك اخرى وعرة. واعتقل ثلاثة عسكريين من النظام السابق في هذا الموقع الجمعة وتم الاستيلاء على بندقيتي كلاشنيكوف في مخيمات للبدو. واضاف "انه اختبار قوة لثني اي شخص عن ارتكاب تجاوزات". وتظهر في الافق سيارة بيك اب قديمة ويطلب الثوار من سائقها النزول منها والى جانبه زوجته المحجبة. ويقوم الثوار بتفتيش السيارة من دون العثور على اي شيء مشبوه. وفي هذه الارض القاحلة تتقدم سيارة بيك اب اخرى نحو حاجز لمقاتلي المجلس الوطني الانتقالي وبعد تفتيش العربة والتدقيق في هوية السائق يسمح له بان يمضي في سبيله. وتابع "يصفوننا باننا لصوص وقطاع طرق. نريد ان نثبت لهم باننا العكس تماما". ويتم تفتيش سيارتين اخريين من دون العثور على اي من مناصري القذافي. واوضح "يبدو انهم تبلغوا نبأ قدومنا". وسنواصل هذه المهمة باتجاه خط الجبهة. وعلى الطريق يكون التوقف عند كل حاجز مناسبة لتبادل اطراف الحديث او لقاء معرفة قديمة. وفي بلدة نوفلية، بعد ان شاركوا الرجال الصلاة في المسجد يتنقل قادة مجموعة الزنتان ويستقبلهم الفتيان باعلام ليبيا الجديدة، من منزل الى منزل لزيارة اقارب احد الثوار الجرحى او اسرة معروفة لالتزامها بدعم الثورة. وفي احد الازقة يقدم اب اسرة موادا غذائية للمجموعة. ويهتف "ساركوزي!ساركوزي!" عندما يلاحظ ان صحافيا فرنسيا يرافق المجموعة، للاعراب عن امتنانه لدعم الرئيس الفرنسي لقضيتهم. ويتم التوقف مرة جديدة عند اخر حاجز قبل الجبهة حيث تنتظر القنوات الاخبارية العالمية التي لا يسمح لها بالتقدم اكثر، لنقل وقائع آخر المستجدات على الارض. وتتجه القافلة الى الخطوط الامامية على مسافة حوالى ثلاثين كلم لتبديل المقاتلين. وبعد ليلة شهدت تبادلا للقصف المدفعي يأخذ المقاتلون قسطا من الراحة قرب دباباتهم "تي-55" ومدافعهم من عيار 20 ملم. وخطوط العدو تقع على بعد حوالى خمسة كيلومترات. ويتم افراغ حمولة المياه وعصير البرتقال في حين يستعد المقاتلون الموجودون في الموقع الى الانسحاب لتسليمه الى زملائهم. ويقوم احد قادة الكتيبة مصطفى بن دردف بتفقد رجاله في حين ترفع جرافة سواتر ترابية امام العربات المنتشرة ميدانيا. ويحاول الثوار عدم البقاء لفترة طويلة في الموقع تفاديا لتعرضهم للقصف. من جهته يقول مقاتل يجلس على دبابة هو عادة استاذ في اللغة الانكليزية "سابقى هنا". ويضيف "طالما لم نقبض على القذافي لن اتحرك من هنا".