مع بداية قراءة الكتاب يتملك المرء احساس رائع تجاه أغاثا كريستي التي استطاعت أن تنهض بهذا الأدب الراقي الى مستويات رفيعة وجلب القراء لهذا النوع من الأدب من جميع ارجاء المعمورة. تتجلى روعة الكتاب في عدد من الحقائق التي يماط عنها اللثام للمرة الأولى على الاطلاق. فعلى الرغم من ان كريستي قد كتبت أغلب هذه السيرة الا أن الصدفة لعبت دورا بالغ الأهمية في اضافة ما كان غير متوفر. فبعد وفاتها بسنين طويلة ذهب أحد أحفادها الى بيتها القديم في منطقة «ديفون» جنوب غرب انجلترا لنقل موجوداتها الى مخزن في مكان آخر. ومع نقلها الموجودات لفت نظر الحفيد عدد من الكاستات التي طواها النسيان، فأخذ يشغلها الى أن تبين أنه صوت الجده، والمفاجأة كانت سيرة ذاتية بصوتها قبيل موتها. تسرد من خلاله الكثير من الاسرار التي لم تكن معروفة. كتب الكتاب بلغة أقل ما يقال إنها بليغة وسلسة اضافة الى كشفها جانبا خفيا من طفولتها مرورا بشبابها ووصولا الى كهولتها. فتتطرق كريستي الى المحن التي واجهتها وهي التي شهدت الحربين العالميتين الأولى والثانية، بالاضافة الى الأعمال التي زاولتها طيلة حياتها وزواجها الأول الذي لم يكلل بالنجاح نتيجة خيانته لها. مما دفعها لكتابة روايتها الأولى «القضية الغامضة في ستايلز». كما تسهب كريستي في الخوض في أدق تفاصيل حياتها عندما اقترنت بزوجها الثاني عالم الآثار «ماكس مالوان» وسفرها واياه الى عدد من الدول العربية منها مصر ولبنان وسوريا والأردن والعراق. وقد كتبت أثناء تواجدها في مصر روايتها الشهيرة «الموت على النيل» وفي الأردن كتبت» موعد مع الموت» والتي تدور أحداثها في الأردن بالاضافة الى رواية كتبت في سوريا والعراق. ولا تخفي كريستي تعلقها بالشرق والأثر البالغ لذلك على حياتها، وقد أتاح لها زواجها من عالم الآثار الغوص في أمكنة متعددة.